نجلاء العتيبي
في أحد الأيام الضبابية..
أسير في طريقي إلى وجهتي المرجوة
ضباب كثيف
لم يربك انتظام حركة سير المواصلات على السكك الحديدية
كل شيء -بإذن الله- يسير حسب جدوله.
متشوقة جداً
لزيارة وجهتي التاريخية الجديدة
يجعلني السفر أكتشف نفسي قبل المكان
في طريقي أنظر إلى ساعتي الإلكترونية تحسب لي خطواتي
لعل حظي يسعفني بتجميع ما نويت من نقاط فيسعدني.
منذ شرائها وأنا أتنبه لعدد الخطوات اليومي لصحة أفضل.
مدينة الضباب ما أجملها
بديعة هي في كل الفصول.
تقلباتها الجوية جزء لا يتجزأ من طقسها
أصل لمحطة قطار المدينة باكراً كعادتي.
أتأمّل المسافرين
راصدة لكل الوجوه.
خلف ملامحهم قصص
أحاول أن أرسم لها نهاية جميلة
تُنعشني رؤية السعادة على محيا الجميع
لدي هذه الرغبة الملحة الدائمة
أسيرة شعور
يصعب علي وصفه.
المكان مزدحم بالمسافرين على عكس ما توقعت!
لمحت تلك الطفلة الصغيرة المهاجرة تلوح للجميع بتحية الوداع
متكئة على ذراع والدتها
مستندة على شنطة سفر
في عينيها خوف الغياب والانصهار تفكر في لعبة تركتها في بيت الجد
أمن المحزن أن يكون حظك هو البُعاد.. تبتسم
تلوح لي وما فائدة الحديث يا صغيرتي في محطات الانتظار.
في الجهة المقابلة لي
رجل بعمر التسعين
جالس على المقعد الخَشبي
يرتدي معطفًا يلتف به من خيبات الزمن
يتصفح جريدة الصباح
يبحث فيها عن أخبار الرفاق
يخاف من فقدهم فتضيع الوجهة والعنوان
يزهر قلبه بهم ربيعاً.
تتبدل معهم صحاري قلبه إلى بساتين مُشرقة.
يا سيدي اطمئن، الأصدقاء الأوفياء لا يرحلون.
عندما يذهب المنصب والشباب لا يغيبون
تزداد قيمتهم مع مضي العمر
يبقى القول بلا معنى وبلا قيمة
إذا لم يتجسد بفعل حقيقي
الأيام تُريك حقيقتها وتكشف الأشخاص.
وعلى رصيف المحطة ننتظر بأمل وصول القطار
ليس لنا جميعاً إلا الانتظار.