سهوب بغدادي
فيما يشكل الفن مكونا أساسا في تهيئة الوعي الفردي والمجتمعي بالأبعاد الفريدة المتعقلة بالسجايا الإنسانية والاحتفاء بالحضارات المرتبطة بشكل وثيق به. تبرز لنا أهمية إيلاء الفن وثقافته جانبا كافيا من الاهتمام وذلك ما نلمسه خلال أيامنا الحاضرة باهتمام الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية الحثيث بهذا النطاق من خلال تفعيل دور الفن والفنانين في شتى المجالات الحديثة والكلاسيكية، من هنا، أكبر عمل وزارة الثقافة في المملكة خلال الفترة الماضية من خلال عنايتها بثقافة المتاحف والموروث الفني المتخصص على سبيل المثال عند إعلانها عن إنشاء متحف البحر الأحمر في مبنى «باب البنط» بجدة التاريخية، والذي سيُفتتح في أواخر عام 2022 لتوضيح الأهمية التاريخية والاقتصادية والدينية لمدينة جدة. كذلك إعلانها في وقت سابق عن إطلاق أول متحف دائم عن النفط بالشراكة مع مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية تحت عنوان (متحف الذهب الأسود) المقام في عام 2022، فيما يقدم شرحا إبداعياً لمسيرة النفط ودوره للبشرية. في الوقت الذي تختلف فيه أنواع ومجالات الفن وأبعاده لا نغفل أهميته في التي تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على جودة حياة الفرد والمجتمعات والدول. من ناحية البعد الثقافي الاجتماعي الذي يجمع الأفراد باختلاف مرجعياتهم في مكان واحد ويبث الشعور الإنساني الموحد في أرواحهم. علاوة على القيمة النفسية للفن الذي يؤدي إلى تخفيف التوتر والإجهاد، وتحسين الحالة المزاجية وتحسين القدرات المعرفية والمهارات اللغوية والتحليلية وما إلى ذلك. فضلا عن أبعاد الفنون المنعكسة على الصعيد الاقتصادي. على سبيل المثال لا الحصر، الشعبية التي لمسناها بانطلاق معرض الأنمي والمانجا، حيث يستهدف شريحة معينة من المجتمعات المحلية والعالمية. وأخيرًا، للروح حاجة وتعطش لا تشبع إلا من خلال الأنشطة المحفزة للحواس والفن كفيل وجدير بهذا الأمر.
«التعليم للتفكير، الفن للشعور» آندري تاركوفسكي