علي الصحن
فجأة وبطريقة دراماتيكية لم تكن في البال ولم تأت على الخاطر، وفي ليلة لن ينساها تاريخ دوري أبطال آسيا، أُبعِد الهلال من المسابقة القارية، وحُرِمَ من الدفاع عن لقبه، بمبررات واهية وحجج قانونية ضعيفة، وأسلوب كان محل استغراب الصحافة والمواقع العالمية، ذهب الهلال لينافس على الملاعب، فوجد نفسه يتصدر خارجها ويلعب خارجها بأسلوب غريب ممجوج.
إبعاد الهلال من المسابقة كان آخر ما يتوقعه محبوكرة القدم في هذا العالم مقارنة بحالات مشابهة في مسابقات أخرى، وبالنظر إلى استثناءات حدثت في النسخة الحالية من البطولة، إذ غير نظامها وتأجل مشوارها واستثني لاعبون للمشاركة فيها، وانطلق جزء منها وبقي الآخر إلى حين، وعندما تعرض الهلال إلى ظرف قاهر يتطلب الاستثناء أدار الاتحاد ظهره، وعاد للحديث عن لوائح وجدولة وصعوبة تأجيل، وكأن الهلال يهرب من المواجهة أو يبحث عن ظرف يتعلل به!!
تاريخ الهلال مع المسابقات الآسيوية فيه ما فيه من الأسى والذكريات، والتعامل الذي يجده حامل اللقب القياسي في البطولات الآسيوية وفريق القرن في القارة ليس وليد اليوم، ولا نِتاجَ كوفيد 19، لقد ظل الهلال يعاني، ولا يطلب إلا المساواة مع بقية المنافسين، لكن لا شيء من ذلك يحدث، فيما تتوالى أخطاء تؤكد معاناة الهلال الدائمة مع الاتحاد، ولعل في ليلة نيشيمورا الشهيرة ما يكفي ويغني، وهي ليلة نُحِرَ فيها القانون وماتت العدالة وخسر الأحق بالذهب، وفي حوادث غريبة يتذكر الهلال لقاء الإياب الذي جمعه بالسد القطري العام الماضي، وكيف احتسبت ضربة جزاء من خارج منطقة الجزاء، ثم التغاضي عن طرد مدافع في منتصف الشوط الثاني، وهو ما أثر على نتيجة المباراة، وفي النهائي حُرِم الهلال من هدف ثان في لقاء الذهاب، فضلاً عن أخطاء أخرى في مراحل المسابقة، لكن الهلال كان يومها مستعداً لمواجهة كل شيء، وتحدي كل المخاطر والتعامل مع كل الظروف حتى نجح في الفوز باللقب بعد مشوار امتد إلى (14) مباراة لم يحصل فيها على ضربة جزاء واحدة، فيما لم يتمكن هذه المرة من تجاوز ظرف قهري هز العالم برمته وغير وجه اقتصاديات دول، وأوقف الكثير من الأنشطة على هذه الأرض، وطُلب من الهلال وحده أن يواجهه، وأن يوجد حلاً لمشكلته مع هذه الجائحة.
موقف الاتحاد الآسيوي لن يبرح الذاكرة، وما وجده الهلال من تعنت سيكون مسطرة قياس في قادم الأيام، وهنا لابد من الإشارة إلى موقف الاتحاد الواضح أن في بيان الإبعاد أو في بيان رفض الاحتجاج، ففيهما من اللغة والكلمات ما يكفي ويغني عن كل خطيب.
حضر الهلال حاملاً للقب وخرج بزهو مرفوع الرأس متصدراً قبل نهاية الدور الأول ودون أن يخسر أي مباراة، خرج الهلال بسبب وباء عالمي، وللمرة الأولى في التاريخ - وللهلال الأولوية في كل تميز- يودع فريق بطولة بهذا الشكل الذي يدعو للفخر.
خرج الهلال لكنه بقي في القمة لا ينازعه عليها أحد، ولا يقترب منه مقارب.
في لعبة الاتحاد الآسيوي: ارتقى الهلال... وسقطت اللوائح.