خالد الربيعان
كلمة دعم عندما نقولها: فأول كلمة تقفز إلى ذهنك - عزيزي القارئ- هو الدعم الشرفي.. شرفي.. هبة.. هدية مالية.. إرث متواصل من السنوات التي كان فيها الحب -والغيرة- هو دافع أعضاء شرف الأندية لدعم أنديتهم بمئات الملايين من الريالات.. بدون مقابل!
الدعم الذي أعلنته وزارة الرياضة منذ عام تقريباً في مبادرة «إستراتيجية الدعم» هو دعم «مشروط».. بمقابل.. غير مادي.. بل المطلوب عمل من الأندية.. عمل رياضي حقيقي.. يمكنك أن تعتبره حافزاً أكثر من أي شيء.. وعلى حسب احتياج النادي «الحقيقي» سيكون رد فعله على هذه المبادرة.
الدعم قيمته في بداية إعلان المبادرة «2.5 مليار ريال».. رقم ضخم جداً.. خاصةً لو عَلِمنا أن ديون الأندية السعودية مجتمعة والتي أتعبت رؤوس جميع أطراف صناعة الرياضة السعودية قد كانت مليار ريال! في الدوري السعودي للمحترفين قيمة الدعم «المشروط» هذا 1.64 مليار ريال - بينما هناك 80 مليوناً لأندية الدرجة الأولى، 36 مليون لأندية الثانية، 55 مليون للثالثة.. أكبر قليلاً: لأنه يُوَزَّع على 110 أندية.
في الممتاز -وهو ما يهم الغالبية - على الحقيقة 50 مليون ريال مضمونين لكل ناد بدون أي عمل.. لا يجب أن تراها الأندية هدية، بل هي «بسطة الدرج» أو درجة: يقف عليها الجميع بالتساوي: باعتبار «غير حقيقي» لكنه «جيد»: أن الكل تحت الصفر!
بينما هناك 20 مليوناُ أخرى للنادي الأفضل في معيار «الحوكمة»: التي تعني ببساطة «إدارة أكثر كفاءة.. وحكمة.. ذات قرارات راشدة» لا تحتاج إلى كامل رعاية ورقابة ومراجعة! تعب شديد يُزَال من على كاهل الجهات الأخرى إذا وصلت الأندية لدرجة «الحوكمة» المطلوبة!
10 ملايين ريال أخرى لتطوير البنية التحتية ، 3 ملايين لإستراتيجيات التسويق الرياضي لزيادة جماهيرية النادي، وهو الأمر الذي «توقف» مؤقتاً للظروف العالمية التي نعرفها جميعاً، والتي مللنا منها.. نعم كورونا!.. الذي أخفى الجماهير وأجلسها في منازلها.. وضيَّع تركيز الأندية حتى أصبحت لا تعرف الفارق بين الحوكمة والعولمة!
الشيء الجيد واللافت للنظر أن وزارة الرياضة السعودية لم تنس هذه المبادرة، منذ أيام كان هناك اجتماع كبير لمتابعة هذه الخطة وإلى ماذا وصلت: الوزير ومساعده مع رؤساء كل أندية الممتاز، ورئيس رابطة دوري المحترفين، ورئيس اتحاد كرة القدم، والمعنى أن هناك «حياة» ما زالت.. أمل.
الزاوية الأخرى المهمة للغاية: أن هناك عصر كامل من عدم الاحترافية «يجب أن يتغيَّر».. وأن الأندية يجب أن تستجيب، وحسب معلوماتي المتواضعة أنه بتاريخ سبتمبر الماضي أي منذ عام بالتحديد: كان هناك 15 نادياً حققت معايير إستراتيجية الدعم.. بنقاط عددها خمس: يجب أن يحصل كل ناد على نقطتين على الأقل منها.
الأهم خلال هذا الاجتماع: هو دور إدارات الأندية في تفعيل «جوانب الاستثمار الرياضي» وتعزيزها، والكلمات ضخمة وربما صعبة الفهم على غير المتخصص: لكنها تعني ببساطة: استغلال عناصر النادي، كل شيء فيه: المدرجات، التذكرة، القميص، الرعاة، الإعلانات، صفقات اللاعبين، متجر النادي، متحفه، حتى نجومه السابقين!
صعب.. لا مستحيل
الرياضة عُمْلتها الآن ذات وجهين:الفني والمالي، المالي كله «استثمار وتسويق رياضي».. النادي الأكبر عالمياً في تحقيق الربح: وصل لـ100 مليون يورو «صافي أرباح» لأول مرة في العقد الحالي «ليفربول»!.. الرقم يدل على أن هذا العمل - التسويق والاستثمار - في غاية الصعوبة.. ويستلزم جهوداً شاقة.. والأهم.. بين 4 أقواس.. ((كفاءات)).