ببالغ الأسى والحزن نعت دولة الكويت واحدًا من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إنه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2020م، ويمثل رحيله خسارة كبيرة للشعب الكويتي الشقيق، وللشعب الخليجي، والأمتين العربية والإسلامية، خاصة أنه مهندس السياسة الخارجية الحديثة لدولة الكويت الشقيقة.
وللراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد الكثير من الأعمال الإنسانية منذ استلامه الحكم عام 2006 حتى أُطلق عليه قائد العمل الإنساني من قِبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديرًا لجهوده الإنسانية على جميع الأصعدة.
إنّ رحيل شخصية محبوبة بحجم وقامة الشيخ صباح الأحمد يمثل خسارة كبيرة لدول وشعوب الخليج نظرًا لدور الفقيد البارز كدبلوماسي وكوسيط إقليمي، وكشخصية جامعة في الداخل. ويكفي الفقيد فخرًا مشاعر الكويتيين الذين يكنون له كل الحب والتقدير لقدرته على إبقاء بلاده خارج النزاعات والتنافسات الإقليمية رغم الظروف العصيبة والنزاعات التي هزت كيانات الكثير من الدول.
ونجح الراحل الكبير في الحفاظ على قوة ومتانة الاقتصاد الكويتي منذ توليه مقاليد الحكم حتى باتت دولة الكويت الشقيقة من الدول الخليجية الغنية بالنفط ومصادر الطاقة الأخرى.. فهناك أكثر من 100 مليار برميل من الاحتياطات النفطية المؤكدة، وهو ما يمثل نحو 10 % من احتياطات العالم. وتنتج الكويت نحو 2.7 مليون برميل من النفط يوميًّا، تصدّر منها نحو مليونَي برميل، وهذا تحقق -بفضل الله- ثم بفضل القيادة الحكيمة للفقيد الراحل الذي حظي بحب وتقدير إخوانه حكام الخليج وشعوب دول الخليج؛ لأنه رجل الإنسانية وصاحب الابتسامة التي لا تنقطع؛ فهو دائمًا مبادر لفعل الخير، وحريص أشد الحرص قبل وفاته -رحمه الله- على لمّ شمل الشعب الخليجي؛ ليبقى شعبًا واحدًا، تجمعه الأخوّة والمحبة والبُعد عن النزاعات والفُرقة.
نسأل الله العلي القدير للفقيد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر المغفرة والرحمة والفردوس الأعلى من الجنة. ونتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولأسرة الصباح كافة في الكويت، ولأسرة الفقيد الراحل، ولعموم الشعب الكويتي الشقيق. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- عثمان بن محمد الفضيلي