فهد بن جليد
نجاح تقنية اختبارات الأجسام المضادة وظهور الفحص السريع لنتائج اختبار (كورونا) خلال 15-30 دقيقة في أحدث وأرخص اختبار حتى الآن، أعاد منظمة الصحة العالمية لإثارة الجدل من جديد، عندما تعهدت بتوزيع 120 مليون فحص للدول الفقيرة، لكنَّها اشترطت لذلك العثور على الأموال اللازمة، ما يجعل أنشطة وأعمال المنظمة على المحك، فالعجز عن توفير (النوع الأرخص) سعراً بين اختبارات كورونا، يعني أن صعوبات أكبر ستواجه المنظمة العالمية مستقبلاً عند توفر (اللقاح) المرتقب، لتسجل عجزاً كبيراً ومحتملاً في القيام بدورها لمساندة الدول الفقيرة والأكثر حاجة على مستوى العالم.
منظمة الصحة العالمية لم تستفد من التجارب التي عانت منها، وتلك التي مازالت تعيشها حتى الآن، البحث عن الحلول العلاجية المتأخرة والخطوات اللاحقة ليس عملاً احترافياً، حيث لم تستبق المنظمة (فيروس كورونا) حتى الآن (بخطوة واحدة) منذ اكتشافه، الأمر الذي كبَّل - برأيي- دور المنظمة وأثر سلباً على صورتها، إذاً على منظمة الصحة العالمية أن تعمل -عاجلاً- لتوفير الدعم اللازم لشراء (اللقاح) فور طرحه، وإيجاد الحلول البديلة وليس الانتظار لمعرفة كيف يمكن توفيره فيما بعد؟ الاستعداد المبكر يعني التحكم في مجريات الأمور بصورة أفضل، أمَّا انتظار الأمواج للسير معها، يعني لطم وعسف وقسر ونتائج جديدة مخيبة للآمال.
منذ تأسيسها العام 1948م لم تمر منظمة الصحة العالمية بمنعطف أخطر ممَّا تمر به اليوم وسط جائحة كورونا، بسبب أنَّ المجتمعات على تماس اليوم مع الأدوار الحقيقية التي تقوم بها المنظمة قبل الدول عقب تطور العلم ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، ما يعني أنَّ العالم قد يعيد يوماً قراءة تاريخ المنظمة ومدى فاعلية دورها الحقيقي في مواجهة أوبئة القرن الماضي مثل (الكوليرا، والطاعون، والحمى الصفراء.. وغيرها) والتي حصدت أرواح الملايين من البشر.
وعلى دروب الخير نلتقي.