حين اجتاحت «جائحة كورونا»، وبدأت تضرب دول العالم، وتسجل أرقامًا متسارعة في أعداد الإصابات والوفيات، كانت «مجموعة مستشفيات السعودي الألماني»، إحدى أكبر المجموعات الصحية في المنطقة، تراقب الوضع بدقة، وترصد متغيراته، وتتحسب وصوله للمملكة. ومنذ اليوم الأول الذي سُجل فيه إصابات في السعودية حتى بلوغ الذروة، ثم الانحسار الآن - بإذن الله -، و»السعودي الألماني» يتواصل مع الجهات كافة، وعلى رأسها وزارة الصحة، ويعمل بصورة مكثفة لوضع قدراته وإمكاناته كافة تحت تصرف الدولة، فضلاً عن حرص المجموعة على أن لا يغزو الفيروس مستشفياتها، ويصيب أيًّا من كوادرها، أو يكون نقطة انطلاق لإصابة أي من المراجعين، وهو ما نجحت فيه المجموعة بامتياز، وكانت قد سجلت إصابات «صفرًا» فيما يتعلق بمنشآتها.
«مجموعة مستشفيات السعودي الألماني» لم يكن حضورها في هذه الجائحة فقط، بل منذ تأسيسها وهي تنتقل من مرحلة إلى أخرى فيما يختص بتطور إمكانات المستشفيات بعناصرها التجهيزية والبشرية كافة، كما يسجل للمجموعة أسبقيتها على مستوى منطقة الرياض، وضمن القلة القليلة على مستوى الشرق الأوسط، بدخولها إلى شبكة Mayo Clinic للرعاية الصحية بعد اتفاقية وُقعت بحضور سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر مع واحد من أعرق المستشفيات في العالم وأكثرها تطورًا، والأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتكمن أهمية انضمام المستشفى السعودي الألماني - الرياض إلى شبكة Mayo Clinic للرعاية الصحية في تعزيز علاقات التعاون بين مقدمي الرعاية الصحية في المستشفى واختصاصيي Mayo Clinic من أجل مناقشة مختلف الحالات الطبية المعقدة، وإيجاد الحلول لها دون أي تكاليف إضافية على المرضى. ويساهم هذا التعاون في دعم خبرات المستشفى، وتعزيز الخدمات والنتائج الطبية، إضافة إلى تحسين تجربة المرضى.
وأتاحت هذه العلاقة للمستشفى الاستفادة من الموارد الطبية الضخمة لـMayo Clinic، التي تشمل آخر التطورات في مجال البحوث والتجارب السريرية التي ستدعم خبرات الأطباء في المستشفى السعودي الألماني بالرياض، وتعطي بالتالي نتائج أفضل على مستوى علاج المرضى. وقد ترتب على ذلك إجراء العديد من العمليات المعقدة والنادرة بنجاح منقطع النظير. وكان المستشفى في الفترة القليلة الماضية قِبلة للعديد من الحالات النادرة والصعبة.
يقول مكارم صبحي بترجي، رئيس مجموعة مستشفيات السعودي الألماني، تعليقًا على علاقتهم مع مايوكلينيك: «نحن فخورون بهذا الإنجاز الذي يؤكد من جديد التزامنا الراسخ بجودة رعاية المرضى. وانضمامنا يأتي كجزء من قائمة المبادرات النوعية التي تم إطلاقها لتلبية الاحتياجات الصحية للمجتمعات التي نخدمها. وتعد مبادراتنا، مثل تجديد المرافق، وتعزيز تجربة المرضى، وتوظيف المواهب الجديدة، وتعاوننا مع Mayo Clinic، على سبيل المثال لا الحصر، دليلاً على جهودنا الحثيثة لكي نصبح المؤسسة الطبية الرائدة في المنطقة». وأضاف بترجي: «يمكن لمرضانا من خلال هذه العلاقة الطبية الفاعلة مع Mayo Clinic أن يتمتعوا بمستويات رعاية طبية دولية دون الحاجة إلى السفر خارج البلاد. وتتمثل مهمتنا في تحسين وإعادة تعريف معايير الرعاية الصحية في المنطقة بما يتماشى مع هدفنا الاستراتيجي المتمثل في تخفيف معاناة الناس».
الجدير بالذكر أن الطرفَيْن يعتمدان في تعاونهما على الأدوات الرقمية، التي تشمل «اسأل خبير مايو - AskMayoExpert»، وهي إحدى أدوات الرعاية الصحية على الإنترنت المصممة من قِبل أطباء Mayo Clinic. ويوفر هذا المصدر الواضح والموجز خدمات إدارة الأمراض، وإرشادات الرعاية، وتوصيات العلاج، والمواد المرجعية لمجموعة واسعة من الحالات الطبية.
إلى جانب استخدام الاستشارة عبر «الوسائل الإلكترونية - eConsults» لربط أطباء المستشفى السعودي الألماني بالرياض مع خبراء Mayo Clinic عندما يرغب أطباء المستشفى في الحصول على معلومات إضافية حول حالة المريض. أما «مجالس مناقشة الأورام إلكترونيًّا -Boards eTumor» فهي مؤتمرات مباشرة عن بُعد عبر الفيديو، تسمح لأطباء المستشفى السعودي الألماني بالمشاركة في التعامل مع حالات السرطان المعقدة، ومناقشتها مع فرق المتخصصين في Mayo Clinic، وغيرهم من أعضاء الشبكة.
كما توفر عضوية شبكة الرعاية أيضًا إطارًا لتبادل المعرفة والمعلومات، بما في ذلك التجارب والبحوث السريرية لـ Mayo Clinic، والمشاركة في أعمال مشتركة معه، والمستشفيات الأعضاء الأخرى، والمؤتمرات والمنتديات والندوات، فضلاً عن استخدام مكتبة Mayo Clinic الخاصة بالمحتوى الأصلي للصحة والعافية، بما في ذلك أكثر من 2500 وثيقة وفيديو خاص بالحالات الطبية للمرضى.
لقد ركزت «مجموعة مستشفيات السعودي الألماني» على عملائها، وظلت - وما زالت - تبذل جهودًا حثيثة في سبيل الوصول إلى ما يرضيهم، ويلبي حاجاتهم الصحية، ويحقق لهم السلامة بأقل التكلفة وأجود الطرق. واستمرت في نسج طيف واسع من العلاقات على مستوى العالم حرصًا منها على تلبية طلب عميلها دون تكبيده عناء السفر إلى دول العالم المعروفة بتقدمها الصحي، ووفرت الاستشارة والخدمة اللازمة لمراجعيها في مستشفياتها وفي جميع الحالات الصحية، النادرة منها والعادية.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت إجراء العديد من العمليات النادرة والمعقدة؛ إذ تمكن «السعودي الألماني» من إنقاذ مريض من جلطة حادة مزدوجة بشرايين القلب، أدت إلى توقف بعضلة القلب. كما أنقذ مريضًا من عملية بتر ساق بالكامل، كان من الممكن أن تصل إلى أعلى الركبة. فيما أُجريت عملية نادرة لإنقاذ سيدة من حَمْل خارج الرحم بمنظار رحمي، وتم استئصال ورم بالمخ بدون تخدير لأحد المرضى، إضافة إلى إنقاذ مولودة بعملية جراحية معقدة. وكذلك عالج «السعودي الألماني» حالة نادرة لمريض يعاني من سرطان نادر في المثانة، كما أجرى عملية جراحية نادرة باستئصال كيس ضخم بالبنكرياس دون شِق جراحي.
يُشار إلى أن هناك بعض الفعاليات والأحداث المهمة التي نُظمت من جانب مستشفيات المجموعة؛ إذ عُقدت ندوة دولية لاستعراض أحدث طرق العلاج من فيروس كورونا، كما عُقد اللقاء الأول للجنة الخدمات الصحية المجتمعية مع هيئات العمل المجتمعي في المستشفى السعودي الألماني بالرياض، وكذلك تم اعتماد «السعودي الألماني» بوصفه أول مستشفى خاص يُسمح له بإجراء عمليات زراعة الأعضاء في المملكة.