فضل بن سعد البوعينين
نجحت رئاسة أمن الدولة في الإطاحة بخلية إرهابية تلقى عناصرها تدريبات عسكرية وميدانية داخل مواقع للحرس الثوري في إيران، وضبط كمية من الأسلحة والمتفجّرات المجهزة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة. الأكيد أن المنشآت النفطية والاقتصادية تشكِّل الهدف الإستراتيجي الأول لإيران وعملائها في الداخل والخارج على حد سواء، ولعلي أشير إلى آخر عمليتي استهداف للمنشآت النفطية، في بقيق وخريص، ومحطتي ضخ النفط في محافظتي الدوادمي وعفيف. يبدو أن توجيه أصابع الاتهام لإيران في عملية تخريب منشآت بقيق وخريص النفطية، جعلها تتحول إلى خلاياها النائمة، وعملائها في الداخل. خونة الوطن، هم عملاء إيران وأذرعها الإرهابية المنفذين لأوامرها وعملياتها الداخلية. شرذمة خائنة للوطن، وجاحدة لفضائله، استحوذ عليهم الشيطان وإيران في أقذر عمليات الخيانة الوطنية، والعمالة، والخسة والدناءة؛ إلا أن يد الأمن كانت لهم بالمرصاد، وحالت دون تنفيذهم عملياتهم الإرهابية القذرة.
تدريب الحرس الثوري الإيراني لعملاء الداخل ليس بالأمر المستغرب، فإيران وجنوب لبنان، إضافة إلى العراق تحولت إلى مراكز تدريب متخصصة لهم، في الوقت الذي يتم فيه التمويل المباشر من الداخل والخارج وفق منظومة تمويل مستترة بالأعمال التجارية والإنسانية. أعتقد أن جانب التمويل هو الأهم في كشف الخلايا الإرهابية، غير أن ابتكار النظام الإيراني لأدوات تمويل من خارج القطاعات المالية يُضعف إجراءات الرقابة التقليدية، التي يفترض أن تُعزَّز بأدوات البحث الخاصة.
لم تتوقف إيران؛ خلال الثلاثة العقود الماضية؛ عن ممارسة الإرهاب الدولي على أمن واستقرار المملكة. قد لا يدرك الغالبية أن نظام ملالي إيران أول من ابتدع تفجيرات المساجد؛ وأول من دنَّس الحرم المكي الشريف بعمليات إرهابية متنوِّعة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي؛ ومنها حادثة الحج العام 1987م التي راح ضحيتها أكثر من 402 حاج؛ وحوادث تفجير الحرم العام 1989م؛ وحادثة تهريب أكثر من 51 كيلوجراماً سي4 العام 1406هـ؛ وأول من حاول العبث في مسجد رسول الله وحشد المسيرات والمظاهرات بقصد زعزعة الأمن فيه؛ ومحاولة تهريب المتفجِّرات في حقائب الحجاج الإيرانيين؛ وحادثة تدافع منى الشهيرة.
مواجهة خلايا إيران في الداخل تتم بنجاح منقطع النظير، بفضل الله أولاً ثم بجهود الجهات الأمنية، التي تسهر على أمن الوطن ومواطنيه، وهي جهود تستوجب الدعم والمؤازرة من جميع أطياف المجتمع المسؤولين عن تحقيق الأمن المجتمعي، وكشف عملاء إيران المستترين، قبل أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة تستهدف أمن واقتصاد الوطن ومكوناته.
إيران هي مركز الإرهاب العالمي، والداعم والممول لجماعات الإرهاب، وهي المسؤولة عن غالبية العمليات الإرهابية المنفذة في الداخل من خلال عملائها وخلاياها الإرهابية، ومن المؤسف أن تجد لها بعض المؤيدين في الغرب، والاتحاد الأوربي على وجه الخصوص، الذين ما زالوا يعارضون استمرار العقوبات الاقتصادية عليها، ويطالبون برفع حظر التسلح والتعامل بليونة مع ملفها النووي. مواجهة إيران مسؤولية المجتمع الدولي، وليس المملكة فحسب، ما يستوجب وقوف العالم أجمع في وجه الإرهاب الإيراني الذي جعل من أمن الطاقة والاقتصاد العالمي هدفاً رئيساً له.