د.عصام حمزة بخش
تمر علينا في هذه الأيام، ذكرى عطرة وغالية على القلوب، ألا وهي ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وطن ليس ككل الأوطان، إنه وطني وطن المجد والعلياء بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الرسالة الخاتمة للرسالات السماوية على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
هذا الوطن الذي أسس بنيانه ووحد كيانه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، وأخذ على عاتقه لبناء الدولة والنهوض بهذا الكيان ولن يكتمل له ذلك إلا بالتمسك بالدين الإسلامي عقيدةً ومنهاجًا ودستوراً.
حيث حمل على عاتقه هموم هذه الأمة وتوحيد صفّها ووحدتها بحق الحق وإزهاق الباطل، وعَمَد إلى دحر كل المنغصات الحياتية التي كانت تسود في مختلف أنحاء الجزيرة العربية، من فوضى وعدم استقرار أمني على أراضيها ومواطنيها.
لما كانوا عليه في تلك الحقبة ويعانونه من أحوال الفقر وتكبد مؤونة الحياة والعيش الغيّ وعدم الاستقرار.
حيث تمكن رحمه الله من توحيد كيان الجزيرة المترامية الأطراف ونشر الأمن والاستقرار الذي كان يعاني منه الفرد على نفسه وأهله وماله، وأسس كيان هذا الوطن الذي ننعم به ليومنا الحاضر ونعش في ظلّه وننعم من خيراته، بفضل رؤيته البعيدة الأمد التي ظلت نبراسًا ومنهاجًا لوقتنا الحاضر، وفي ظل حكامنا الذين أخذوا على عاتقهم بناء هذا الوطن والوصول به للمجد والرقي والعلياء، كما نحس وننعم به ولله الحمد، حيث أصبحنا من الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان، وأن الدعامة الأساسية لا تتم إلا بالتمسك بالعقيدة والدين الإسلامي القويم نهجًا وسلوكاً، وجنّدوا أنفسهم وأموالهم بكل أمر يخدم الدين والإسلام والمسلمين.
ذكرى اليوم الوطني ليست ذكرى عابرة أو ماضية، إنما هي امتداد تاريخي يربط الماضي بالمستقبل.
علينا جميعًا مواطنين أن نحمد الله وندعوا لراعي مسيرتنا وموحّد دولتنا المغفور له الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه إلى يوم الدين، ولأبنائه البررة الذين نهجوا منواله وأكملوا مسيرة دربه، ملحمة نظل نتوارثها وننقلها للأجيال، لما تم من تضحيات لبناء هذا الوطن وبما عانوا وجاهدوا في سبيل تحقيق الأمل المنشود، إلى أن تم لهم ما عزموا من أجله بالقوة والإصرار والعزيمة، وهو تحقيق حلم وكيان ووحدة أمة وطن.
وعلينا أيضًا الوقوف بجانب حكامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، لما يحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة، لتكملة ما بناه الأجداد وسهروا وتعبوا من أجله.
لنفرح بيومنا الوطني ونرفع أكف الأيادي بالدعاء بأن يحفظ ربي الوطن حكومةً وشعبًا ويجنبنا كيد وحسد الأعادي.
نبارك لكم مولاي خادم الحرمين الشريفين بالعيد الوطني السعيد لمملكتنا الغالية، ونبارك لولي العهد راعي الرؤية الحكيمة لبناء نهضة حديثة تليق بنا لنقف صفًا مع الدول المتقدمة جنبًا إلى جنب، والخير يعمنا بتكاتفنا مع حكومتنا التي تنشد لنا الخير، دام وطني بخير وسلام.