عبدالكريم الحمد
لا شك ولا ريب أن شيخ الأندية وعميدها في المنطقة الوسطى ركن رئيس من أركان الأندية السعودية وخامس الخمسة الكبار بتاريخه الناصع البياض كقميصه، فبطولاته لم تقتصر فقط على الملاعب المحلية، بل صعد منصات ونال بطولات على الصعيد الإقليمي والعربي وكذلك على المستوى الآسيوي، صولات وجولات سطرها الليث في تاريخ كرة القدم السعودية انطلقت منذ عام 1371هـ عبر حصوله على كأس الملك لأندية المنطقة الوسطى 7 مرات، ثم توالت أمجاده مجد يتلوه مجد، وبالذات في فترته الزمنية الذهبية أواخر التسعينيات وبدايات الألفية الثانية.
إلّا أن المريب والغريب في ذلك الكيان الشامخ هو غيبته الطويلة التي دامت أكثر من ستة مواسم عن المنافسات المحلية، بينما البطولات الخارجية فالغياب قد تجاوز 20 سنة كفترة لا يمكن التغافل عنها لفريق كبير بحجم الشباب، فبعد حصول الليوث على الدوري عام 2012 وكأس الملك والسوبر عام 2014 ضعفت همّة الأسد وقلّت شهيته ونهمه للذهب رغم عودة صخب المنافسة في العاصمة بين شقيقيه (الهلال والنصر) منذ 2014، فغياب الليث جاء في وقت حرج وحساس خصوصاً في ظل ارتفاع جماهيريته وتنامي شعبيته بعد جيل ذهبي مشرّف بدأ حصد الدوري منذ عام 1991 سبع مرات، فكان لزاماً على رجالات ورؤساء النادي المتعاقبين الحفاظ على ذلك الإرث الجماهيري الذي تشكل منه صوتاً أقوى من ذي قبل، وولادة إعلام يزداد حجمه وتأثيره حامل على عاتقه شؤون النادي على الساحة الإعلامية الرياضية، وتبني طموحات وهموم محبيه.
خالد البلطان «الرئيس الفولاذي» والأكثر خبرة وإنجازات من بين رؤساء الأندية السعودية الحاليين لامس جرح الشبابيين واستوعب صعوبة ابتعاد نادٍ بحجم الشباب عن منافسات الكرة السعودية والآسيوية، فبعد عودته مرة أخرى لرئاسة النادي أواخر عام 2018 أطلق البلطان جرس إنذار قال فيه: «الشباب سيعود عزيزاً، بطلاً، قوياً ومتصدراً» ، وبالنظر للعمل الإداري والفني الكبير الذي بدا واضحاً منذ أواخر 2019، اتضحت معالم العودة الشبابية لاقتسام كعكعة المنافسة مع شقيقيه في الرياض (الهلال والنصر) في الملعب وحفاظاً على شعبيته في المدرج، فجميع المؤشرات من تحركات وتعاقدات توحي بأن الشبابيين عاقدو العزم على العودة، وما تعاقد الليوث مع العالمي (بانيقا) الأرجنتيني إلّا جزء من تلك الطموحات.
قبل الختام:
شعبية الشباب صنعها اثنان لا ثالث لهما (الجيل الذهبي والبلطان)، ماذا لو اجتمعا؟!