م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - يمتلك الحكواتي مهارة مزج الفصاحة الكلامية والقدرة الإنشائية.. مع مهارة الفهم المجتمعي التي تمكّنه من أن يحلِّل الظواهر بأسلوب شعبي يفهمه العامة.
2 - الحكواتي يسوق الأمثلة من حياة الناس اليومية.. ويطرز قصصه وحكاياه باستطرادات وشواهد وطرف وملح تُثير وتُلهم وتُضْحك وتستفز.
3 - الحكواتي يكلم مستمعيه بلغة فيها السؤال والتشبيه والسخرية.. وهو ما جعل من الحكواتي عبر التاريخ ملح المجالس الذي يتزاحم عليه عِلْيَةُ القوم ونُخَبهم.
4 - تاريخياً كان راوي الشعر عند العرب يُسمى «الراوي».. بينما راوي القصص والحكايات يُسمى «حكواتي».. وإذا كان راوي الشعر يُحظى بالاحترام والتبجيل وله مكانة رفيعة في المجالس.. فالحكواتي لم تكن مكانته تزيد على أن يكون مهرّجاً مسلياً لضيوف المجلس.
5 - ازدهرت مهنة الحكواتي في الحواضر العربية التاريخية الكبيرة مثل بغداد ودمشق والقاهرة.. وأصبح الحكواتي وسيلة تسويق للمقاهي وجذب الزبائن لقضاء أطول وقت فيها.
6 - يقدِّم الحكواتي كل ليلة أداءً مسرحياً يلعب فيه دور البطل الأوحد.. لا يروي القصة بمنطق محايد.. فهو دائماً منحاز لبطل ضد آخر.. يؤدي صوت وحركة البطل بتفخيم عالٍ.. ويتقمّص صوت الآخر الضد بصوت مشوّه بهدف التقليل من شأنه.. فيجذب مستمعيه إلى جانبه.. ويحرِّك وجدانهم ومشاعرهم.. ويثير فيهم إما الحماس أو الحزن.
7 - الحكواتية هم المؤسسون الحقيقيون لفن «المقامات».. فهم الذين أشاعوه وعرفه ناس ذلك الزمان عبرهم.. والمقامة قصة قصيرة تكتب بلغة إيقاعية مسجوعة.. تتحدث عن بطل واحد في زمن واحد في مكان واحد.. وهم أيضاً الأساس الذي بُني عليه فن المسرح.. فأداء الحكواتي لا بد أن يكون مسرحياً وجمهوره دائماً غير سلبي.
8 - بعض الحكواتية يضيف إلى مهارته في الإلقاء مهارة العزف على آلة موسيقية أو الغناء.. أو الأداء الحركي التعبيري الذي يشد الجمهور ويثير فيهم الانفعالات.. والعديد منهم نسب اسمه إلى مهنته وهي الحكواتي.. ونسب إليها أيضاً أبناءه.
9 - في عصرنا الحاضر انفتح باب الحكواتية على مصراعيه بوجود الفضاء الإلكتروني.. فمشاهير «السناب شات» هم حكواتية هذا الزمان.