م. خالد إبراهيم الحجي
إن السياحة العالمية واحدة من أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، وتخدم التقدم الاجتماعي والاقتصادي لخطة المملكة العربية السعودية التي تهدف إلى الانفتاح العالمي، وتكوين وظائف جديدة، وتنويع مصادر الدخل الوطني.. والعدد المتزايد من الوجهات السياحية الجديدة في أنحاء العالم؛ والزيادة المطردة في أعداد السائحين، والعائدات المالية السياحية الضخمة، جميعها محركات ديناميكية رئيسية تخدم توجه المملكة نحو الدخول في صناعة السياحة أحد اللاعبين الرئيسيين في التجارة الدولية، وتمثل في الوقت نفسه أحد مصادر الدخل الرئيسية للعديد من البلدان النامية.
ويشير التقرير السنوي لعام 2018م الصادر من (دبليو. تي. تي. سي.) إلى أن مجموع العوائد المالية المباشرة من السياحة، وغير المباشرة من الأعمال المتصلة بالسياحة يمثل نسبة (10.4) في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي للعام نفسه؛ أي يساوي أو يتجاوز الدخل المادي لمجال صادرات النفط أو المنتجات الغذائية أو السيارات.. كما يفيد التقرير نفسه أن السياحة والأعمال المتصلة بها شغلت وظيفة واحدة من كل (10) وظائف في أسواق العمل العالمية، ومن المتوقع أن تعود السياحة إلى مستوياتها القوية التي كانت عليها قبل انتشار فيروس كوفيد19، مع البدء باستعمال اللقاحات التي دخلت الاختبارات السريرية، وعدد المرشح منها للاستعمال العام يصل إلى 100 لقاح في نهاية هذا العام 2020م، وتشهد السياحة العالمية التنافسية الشديدة، والإجراءات القوية جداً في التحسينات المستمرة في البنية التحتية، والخدمات النوعية المقدمة باستخدام التقنيات الرقمية، ومواكبة مستجدات التكنولوجيا الحديثة، لتحقيق التنمية المستدامة، والبقاء في صدارة المنافسة العالمية مع الوجهات السياحية الأخرى في جميع أنحاء دول العالم.
ومن أهم المزايا التي تجعل المملكة مرشحة لأن تكون من أكثر الوجهات السياحية زيارة في العالم: الاستقرار الاجتماعي، واستتباب الأمن لتأمين سلامة السائحين، وحماية أموالهم والمحافظة على أرواحهم في ظل القيادة السعودية الرشيدة.
وأهم مقومات النجاح والتقدم والازدهار التي تحتاج إليها صناعة السياحة في المملكة تلك التي حددتها الرؤية السعودية من المشاريع السياحية العملاقة، والدعم اللازم، والمساندة المستمرة للسياحة من الهيئات الحكومية، والقطاع الخاص لتحقيق جودة الخدمات السياحية، والتسويق لها بالدعاية النزيهة الصادقة، والترويج المخلص الأمين لها.
وبناءً على ما سبق تستعد المملكة العربية السعودية لتصبح الوجهة السياحية المستقبلية للمسافرين الدوليين، وتعزيز اقتصادها من خلال السياحة.
ومن المتوقع أن تؤدي الاستثمارات السعودية الضخمة التي تزيد قيمتها على 810 مليارات دولار في مشاريع السياحة العملاقة في جميع أنحاء المملكة إلى تحويلها إلى واحدة من أحدث الوجهات السياحية العالمية، وأهمها، وأكثرها زيارة مع اكتمال جميع المراحل التنفيذية في عام 2030م، وفقاً لبحث أجراه مجلس الجذب السياحي في الشرق الأوسط وأفريقيا (مينالاك)؛ منها استثمارات بقيمة 500 مليار دولار مخصصة لإنشاء مدينة نيوم التقنيات الفائقة، والمرافق السياحية التابعة لها في شمال غرب المملكة.
والباقي من الاستثمارات وقدره 310 مليارات دولار لتغطية مشاريع السياحة الصحراوية والبحرية والمعالم الأثرية والتراث والمتاحف، وواجهة مدينة جدة البحرية.. وأكبرها وأضخمها المشاريع السياحية التالية:
(1): مشروع العلا: تمتد العلا على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع، ويضم المشروع أجنحة فاخرة، ومنتجعاً صحياً، ومرافق لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات، ومحمية طبيعية، ويهدف المشروع إلى جذب 2 مليون سائح، ويوفر 38 ألف وظيفة بحلول عام 2035م.
(2): مشروع البحر الأحمر: يمتد بطول 200 كيلومتر على شاطئ البحر الأحمر، يشمل فنادق فخمة ومنازل أنيقة، ويضم منتجعات فاخرة منتشرة على أرخبيل مكون من 50 جزيرة محاطة بالشعب المرجانية، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في عام 2022م.
(3): مشروع القدية: وهو عبارة عن مدينة ترفيهية وثقافية ضخمة على بُعد 40 كم من وسط الرياض، على مساحة 334 كيلومتراً مربعاً، وتشتمل على أكثر من 300 نشاط، وتضم مجموعة واسعة من المرافق الترفيهية؛ بما في ذلك مدينة ملاهي (سيكس) 6 فلاجز الأمريكية، والمتنزهات الترفيهية، والمرافق الرياضية، ومناطق سباقات السيارات والدراجات، وحدائق الماء والجليد، والمعالم الطبيعية، والفعاليات الثقافية والتراثية، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في عام 2022م.
الخلاصة:
إن صناعة السفر والسياحة هي شريان الحياة للعديد من دول العالم.