لم يكن احتفالنا بهذا اليوم الوطني الأغر مجرد احتفال رمزي، بل احتفال بمشاعر حب وفخر واعتزاز بوطن صعد للقمة خطوة بخطوة، ولم تكن تلك الخطوات بالسهلة، بل كانت بالاتكال على الله، ثم بجهاد البطل صقر الجزيرة وفارسها ومؤسس مجدها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين -رحمهم الله جميعاً-، فهو ابن ملوك بنوا مجداً من عدم، بني على عقيدة سلفية، أساسها (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، قام بها الإمامان؛ الإمام محمد بن سعود، والشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، عليهما شآبيب الرحمة والمغفرة، فواصل من بعدهم أئمة الدولة من آل سعود إلى بناء مجد الدولة الحديثة، حتى حمل الراية واستعاد مجدها التليد واسترد ملك آبائه وأجداده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فوحّد الله به أطراف مملكته، وجمع شتات قبائلها ومدنها، تحت مظلة راية التوحيد باسم المملكة العربية السعودية من ساحلها الغربي إلى سواحل خليجها الشرقي، ومن أطراف شمالها وجنوبها، ووسطها منبع حكم آل سعود.
فأصبحنا بفضل الله شعباً واحداً متآلفاً ومترابطاً مع قيادة تحكم بشريعة الإسلام، دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، واستمررنا من عهد عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى جاء من بعده أبناؤه البررة الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -عليهم رحمة الله جميعاً-، واليوم تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-.
واليوم ننعم بفضل الله ثم بقيادة حكيمة وحكومة رشيدة في بلد آمن ومستقر ومتطور، حقق تقدماً وازدهاراً، وصعوداً إلى القمة وبكل همة وعزيمة من قادتها وشعبها في شتى المجالات التي لا حصر لها -بحمد الله وفضله-، فحقّ لكل مواطن سعودي ومقيم على أرضها الطاهرة أن يعتز ويفتخر بيوم مملكتنا الغالية على قلوبنا جميعاً بيومها التسعين، نسأل الله -عز وجل- أن يرحم الباني والمؤسس ورجاله المخلصين الذين شيدوا لنا هذا الكيان العظيم، وأن يعلي راية بلادنا خفاقة، وأن يحرس جنونا الأشاوس وينصر جيشنا المقدام على أعداء بلادنا ومقدساتنا المحروسة بحماية الله، ثم بحراس الفضيلة الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله-، ودام عزك يا وطن فوق هام السحب.
** **
- عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن علي آل الشيخ