عصام المبارك:
نحتفل بالذكرى التسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية في هذا اليوم المجيد على يد باني مجدها المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي انطلق إيمانًا منه -رحمه الله- بضرورة الوحدة، والوئام، في نسج الدولة الحديثة التي تكفل الأمن والسلام، وتعزّز صدق الانتماء إلى الأرض، والمحافظة على مكتسبات الوطن الذي أصبح -بفضل الله- وطنا ينعم بالأمن والاستقرار والنماء والتطوّر.
وتأتي هذه الذكرى العزيزة لتؤكّد انتماء أبناء وطننا الغالي جيلاً بعد جيل، وهم يعيشون النماء والتّقدّم وفرص الحياة الكريمة برعاية واهتمام من حكومتنا الرشيدة، وإذ يحتفل وطننا الغالي باليوم الوطني التسعين فإننا نفخر في الهيئة العامة للعقار أن نساهم بدورنا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بتنظيم النشاط العقاري غير الحكومي، والإشراف عليه وتطويره، ورفع كفاءته، وتشجيع الاستثمار فيه، والعمل على تنفيذ فعال للاستراتيجية الشاملة للقطاع العقاري في المملكة، والتي بنيت على أربع ركائز رئيسية أولها (حوكمة القطاع العقاري) في المملكة ومن ذلك إعداد أنظمة مثل: الأنظمة التي رفعت بها الهيئة مؤخراً، وهي: نظام التسجيل العيني للعقار، ونظام الوساطة العقارية، ونظام المساهمات العقارية، ومشروع الاستراتيجية الشاملة للقطاع العقاري، ونظام ملكية الوحدات العقارية وفرزها وإدارتها، وغيرها من التشريعات التي أعدتها الهيئة.
فيما تأتي ثاني ركائز هذه الاستراتيجية وهي (تمكين واستدامة القطاع العقاري) بهدف بناء قطاع عقاري شفاف ومستدام، وقامت الهيئة لهذا الغرض بعدد من الإجراءات لتحقيق ذلك، ومنها: إطلاق منصة المؤشرات العقارية والتي توفر بيانات البيع والإيجار والصفقات العقارية التي تغطي كافة مناطق المملكة، وفي خمس مدن بأحيائها، كذلك أطلقت الهيئة منصة موحدة لفرز الوحدات العقارية وإدارة جمعيات ملاك هذه الوحدات؛ لتعزيز ثقافة التعايش السكني المشترك وحسن الجوار، وتيسير أعمال الصيانة والتشغيل لضمان استدامة عمر العقار، والمساهمة في حفظ الحقوق لأعضاء الوحدات العقارية المشتركة.
كما قام الذراع الأكاديمية للهيئة المعهدُ العقاري السعودي بالمساهمة بدوره في تمكين واستدامة القطاع العقاري وذلك ببناء تسعة وعشرين منهجاً تدريبيًا في المجال العقاري، ونفذ (761) دورة تدريبية، استفاد منها 38226 متدربًا في 20 مدينة في المملكة.
وعملت الهيئة على زيادة (فعالية السوق) الركيزة الثالثة من ركائز الاستراتيجية الشاملة للقطاع العقاري؛ بهدف بناء سوق عقاري حيوي وجاذب، ويمنح الثقة للمتعاملين فيه، وتعمل مع شركائها في وزارتي: العدل والشؤون البلدية والقروية على تحسين وتطوير إجراءات تسجيل الأراضي والممتلكات للعقار، من خلال العمل على تنفيذ نظام التسجيل العيني للعقار، وإعطاء الحجية المطلقة للملكية العقارية؛ بما يرفع من ثقة المتعاملين في السوق العقاري ويزيد من حيوية وجاذبية القطاع، كما تولت الهيئة الإشراف على (لجنة أخطاء تسجيل الملكية) والتي تهدف إلى استقبال ومعالجة جميع الشكاوى الخاصة بتسجيل الملكية على جميع الجهات الحكومية إلكترونياً، واقتراح ضوابط ومعايير لطلبات إيقاف التصرف بالملكية العقارية الواردة من الجهات الحكومية، واقتراح ضوابط ومعايير لمعالجة المشاكل العامة المرتبطة بتسجيل الملكية.
وأولت الهيئة أهمية بالغة «لخدمة الشركاء» بصفتها الركيزة الرابعة من ركائز الاستراتيجية الشاملة للقطاع العقاري من خلال إنشاء مركز (خدمة الشركاء) الذي يهدف إلى استقبال ومعالجة الاستفسارات، والبلاغات من قبل الشركاء في القطاع العقاري، سواءً ما يتعلق بالهيئة وخدماتها، أو المرخص لهم. كذلك يقوم المركز بالتأكد من التزام المرخص لهم لتقديم خدمات في القطاع العقاري، وضمان استيفائهم لمتطلبات الامتثال، والمتطلبات التنظيمية التي حددتها الهيئة، كما أنشأت الهيئة مركز التحكيم العقاري الذي يساهم في حل الخلافات في إطار البرامج التي تشرف عليها الهيئة.
ويحظى توفير فرص العمل للمواطنين باهتمام بالغ ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ لذلك بادرت الهيئة العامة للعقار بعقد شراكات مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتوطين الوظائف في القطاع العقاري، وخلق فرص عمل جاذبة للمواطن السعودي، بما يحقق رؤية المملكة 2030 التي تولي الفرد عناية بالغة تأهيلا وتطويرًا، ولهذا الغرض وقعت الهيئة اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» بغرض تدريب وتوظيف 11 ألف باحث عن عمل، ووقعت اتفاقيةً مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتدريب أكثر من 13 ألف باحث وباحثة عن عمل، وتماشياً مع توجه الدولة- رعاها الله- في التحول إلى الحكومة الإلكترونية أخذت الهيئة على عاتقها تنفيذ جميع أعمالها ومبادراتها إلكترونياً.
وفي الختام فإننا حين نحتفل بيومنا الوطني التسعين نرفع أكف الضراعة لله -عز وجل- بالحمد والثناء بأن هيأ لهذه البلاد قيادة رشيدة تعمل على تقدّم ونمو الوطن والمواطن في كل المجالات، ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا ويديم عليها نعمة الأمن والازدهار.