عبد الله باخشوين
** (لي خليل حسين، يعجب الناظرين
لي سنة ارجي وصاله، ليت قلبه يلين)
هذا طلع أول ظهور للفنان (عبدالعزيز المفرج) الذي أطلق على نفسه اسم (شادي الخليج) خوفاً من غضب (والده) غناها في القاهرة، بمناسبة تخرّجه من معهد الموسيقى، مع فرقة موسيقية كاملة تشبه
فرق الأوركسترا.. ومثلت خير ظهور لفنان في مطلع شبابه.. وخلال زمن قياسي.. انطلقت شهرتها بسرعة كبيرة جداً.. وأخذت تتردد في الإذاعات العربية، ومنها إذاعة المملكة - طبعاً- واعتبرت بمثابة أول تجديد علمي مدروس لـ(الصوت الكويتي).
وبعد عودته للكويت ظل عبد العزيز المفرج يواصل غناء (الصوت المجدد).. من (كفي الملامة) إلى (حبيبي طال غيابك) و(في هوى بدري وزيني) وغيرها من الأغاني الجميلة والناجحة جداً.. وهو جالس إلى جوار والده يستمع لغنائه كشادي الخليج.. إلى أن قال والده - ذات يوم- والله هالولد صوته حلو..
عندها وجد الشجاعة في نفسه.. وأخبر والده أنه هو (الولد) صاحب ذلك الصوت الذي أعجبه.. فضحك الأب.. وأكمل رضاه باستحسانه.
ومضى (شادي الخليج) ملتزماً بالرتم والإيقاعات المتفرعة عن (الصوت) وحقق نجاحات لم يسبقه إليها أحد.. ولأنه يعمل في (وزارة التربية) فقد استثمر ذلك.. بغناء (أوبريتات) وطنية.. أولها وأشهرها (مذكرات بحار) للشاعر الكويتي المجدد (محمد الفايز) إضافة لأغاني فردية مثل (سدرة العشاق) التي حققت نجاحاً غير مسبوقاً أيضاً.
غير أن (التزام) عبدالعزيز المفرج بالغناء.. في إطار مساحات لون (الصوت الخليجي) جعل مجايليه من الفنانين الكويتيين أمثال عبد الكريم عبد القادر.. وحسين جاسم.. وغيرهما..يتقدمون عليه ويفوقونه شهرة وانتشاراً خاصة في ظل وجود ملحن موهوب مثل المرحوم (عبدالرحمن البعيجان) الذي يعد الملحن الوحيد الذي هضم ألوان إيقاعات (الجزيرة العربية) وسعى لاستثمارها وتطويرها - دون الخروج عنها - وما زلنا نذكر له أغاني مثل (حبيبي شمعة الجلاس.. وآه يالسمر يا زين.. و.. ما نسيناه..) وأكثر من مئة أغنية ناجحة لمختلف أصوات الغناء في الكويت.
وللحق فإن حركة الفن والموسيقى الكويتية ظلت منذ مطلع الستينات وحتى منتصف الثمانينات ثرية جداً بكل المقاييس سواء في الألحان أو الأصوات أو حتى (الكلام).. ولكن بمنافسة (شرسة) من حركة الغناء في المملكة بوجود طلال مداح ومحمد عبده وشعراء غنائيين مثل إبراهيم خفاجي ومحمد طلعت وغيرهم.. وربما تكون تلك الفترة الفنية هي أهم فترات الغناء في الخليج بوجود فنانين مثل فرج عبدالكريم وإبراهيم حبيب إضافة لصوتي السعودية وكوكبة الأصوات الكويتية وآخرين لم أعد أذكرهم, وبعد أن فكرت قليلاً ... طفشت وقلت لنفسي بصوت سمعته:
- إيش أنا أرشيف مكتبات.. ولا عقلي دفتر..!
حِل عني وقفل المقال!
وعدت أترنم مع شادي الخليج: (القمر طلعته.. والسحر فتنته)