«الجزيرة» - ماجد البريكان:
أكَّد مختصان أن إنشاء مكتب لمنظمة السياحة العالمية في الرياض، يعكس توجهات المملكة، وإصرارها على أن تكون الوجهة السياحية الأبرز في المنطقة، وضمن قائمة تضم عشر وجهات سياحية في العالم، مؤكدين أن توقيت إنشاء المكتب يؤكّد أن خطط المملكة لتطوير قطاع السياحة تسير بوتيرتها المتسارعة، رغم تداعيات جائحة كورونا التي أربكت الاقتصاديات العالمية. وتوقّع المختصان أن يساهم المكتب في تسريع وتيرة المشاريع السياحية العملاقة التي أعلنت عنها المملكة، فضلاً عن تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في بيئة الاستثمار داخل المملكة. وكان وزير السياحة أحمد الخطيب، أعلن عن موافقة أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية بالإجماع على إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة للشرق الأوسط في الرياض. وقال الخطيب إن هذا الإعلان صدر خلال الدورة 112 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التي استضافتها العاصمة الجورجية تبليسي. ويعمل المكتب على تأدية المهمات التي توكلها إليه الجمعية العامة للمنظمة، وتنفيذ أنشطتها في منطقة الشرق الأوسط، وخدمة الدول الـ 13 التي تنضوي تحت المكتب، وذلك بهدف تحقيق استدامة نمو القطاع السياحي وتنمية رأس المال البشري وتنفيذ الإحصاءات السياحية النوعية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
نهضة البلاد
ويقول المحلِّل الاقتصادي علي الحازمي «إنشاء مكتب إقليمي تابع لمنظمة الساحة العالمية في المملكة، يأتي متوافقاً مع إسترتيجية المملكة السياحية، خاصة إذا علمنا أن المملكة تسعى لأن تكون واحدة من عشر وجهات سياحية عالمية، وهذا يعزّز بأن تكون واحدة من الخيارات الرئيسة أمام الأسر الراغبة في السياحة، سواء داخل المملكة أو خارجها، مشيراً إلى أن تأسيس هذا المكتب في ظل جائحة كورونا التي أربكت اقتصادات العالم، يتضمن رسالة عاجلة من المملكة إلى دول العالم بأنها سائرة في مخططات رؤية 2030 ولن يثنيها أجد عن هذا التوجه، لتحقيق الأهداف العامة للرؤية من أجل نهضة البلاد والصول بها إلى أبعد نقطة من الازدهار والتنمية في كل المجالات». وأضاف الحازمي: إذا نظرنا إلى أهداف وخطط المكتب الإقليمي، فنجد أنها كثيرة ومتنوِّعة، بيد أن ما لفت نظري حقاً الهدف الذي يركز على تنمية رأس مال العنصر البشري، وكأن هناك توجه لهذا المكتب لإنشاء معاهد تدريب وتأهيل، بهدف تطوير قدرات شباب المملكة من الناحية السياحية، ومن الملاحظات الجميلة أن هذا المكتب سيكون مركزاً لـ13 دولة، ما يشير إلى أن المملكة ستكون مركزاً لتنظيم السياحة في المملكة، ووضع خطط التنمية للمملكة، ما يجعلها قبلة السياحة في المنطقة، لذا أتوقّع أن يسرع هذا المكتب بالمشاريع السياحية التي تقوم المملكة بتنفيذها مثل القدية ونويم والبحر والأحمر، ومن هنا أرى أن توقيت هذا المكتب هو انتصار لوزارة السياحة، وسيضع المملكة على الخريطة السياحية، خصوصاً أن المملكة تنظر إلى السياحة على أنها من أهم القطاعات التي سيتدر الدخل على خزينة البلاد. وأضاف الحازمي «أعتقد أن المكتب سيوفر البيئة السياحية النموذجية في المملكة، من خلال ما سيوفره هذا المكتب من إحصاءات دقيقة عن القطاع وعدد السياح القادمين إلى المملكة والدول القادمين منها، وعدد المواطنين الذين يرغبون في السياحة الخارجية والمبالغ التي ينفقونها هناك، ومعرفة مطالبهم لتكون وجهتهم إلى الداخل، ومثل هذه الإحصاءات سوف نستفيد منها في وضع الإستراتيجيات والخطط والبرامج اللازمة لتطوير القطاع، يُضاف إلى ذلك تبادل الخبرات بين المملكة وبين الدول المشاركة في المكتب ذاته».
انعكاسات اقتصادية
ومن جانبه، يقول عضو لجنة السياحة في غرفة المنطقة الشرقية عبدالله العتيبي «إن إنشاء مكتب إقليمي للسياحة في الرياض له عده إيجابيات وانعكاسات اقتصادية على مشهد قطاع السياحة في المملكة، تعود بالكثير من الإيجابيات على الوطن». وقال: «قطاع السياحة حالياً يعد رافداً اقتصادياً من روافد الاقتصاد الوطني، ولعل الجميع اليوم رأوا كيف نمت السياحة الداخلية، وكيف تطورت بشكل ملحوظ سواء على الصعيد الفردي أو التجاري».
وأضاف «نتوقّع أن تكون المملكة إحدى الوجهات العالمية السياحية التي سوف تستقطب العديد من السياح الأجانب للوطن، لوجود جميع أجواء السياحة من آثار وشواطئ وتضاريس وخدمات، تخدم السياح، وهذا يتبلور من رؤية قيادتنا للعام 2030 التي تعد الوطن بأن يكون من مصاف الدول المتقدمة سياحياً.
وتابع العتيبي «سيكون لهذا المكتب الإقليمي دور بارز في هذا القطاع في تفعيل دور المنظمة في الشرق الأوسط، ما ينعكس إيجابياً على الوطن والمواطن مستقبلاً».