إن احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ(90) يجسد الواقع الذي تعيشه هذه البلاد المباركة منذ وحّدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيَّب الله ثراه- واستكمل من بعده أبناؤه الملوك -رحمهم الله جميعاً- في حمل الأمانة والعمل حتى عهدنا الزاهر بقيادة راعي مسيرتها المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- انصهر شعبها كأمة في جسد واحد، واقعاً لا شعاراً، تحت راية تتوشَّح بكلمة التوحيد عقيدةً وسلوكًا، منهجًا وتطبيقًا حتى باتت هذه الوحدة الفريدة مضرباً للمثل لدى كثير من الشعوب في عالم اليوم، وأصبحت هذه البلاد الفتية دولة محورية ذات تأثير في صنع القرار العالمي ليس لكونها أكبر الدول المصدرة للطاقة العالمية «النفط»، أو كقائدة للعالم الإسلامي فحسب، بل للحنكة والحكمة التي أدارت وتدير بها قيادتها الرشيدة مختلف القضايا، سواء الدولية منها أو الإقليمية وإضافةً للثقة التي احتلتها وتحتلها المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً لدى جميع دول العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها، مما جعلها تحتل هذه المكانة العالمية التي تستحقها.
إن الإنجازات والمنجزات كثيرة ومتعدِّدة في جميع مسارات التنمية والتطوير وفي شتى المجالات والشواهد على ذلك واضحة وملموسة، ففي مجال التعليم على سبيل المثال، لاسيما الجامعي منه قفز كماً وكيفاً، فانتشرت الجامعات والمعاهد في كل منطقة، بل في كل مدينة ومحافظة من أرجاء هذا الوطن المعطاء وبات خريجو الجامعات السعودية يُشار لهم بالبنان، بل يتفوِّقون على أقرانهم في العديد من الجامعات العالمية وفي جميع العلوم والتخصصات العلمية والنظرية، لدرجة أن بعض جامعاتنا -ولله الحمد- أصبحت اليوم ريادية المخرجات. فالجهود العظيمة التي اضطلع ويضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -وفَّقه الله- تجاه أمته وشعبه منذ توليه -رعاه الله- مقاليد الحكم حققت للمملكة العربية السعودية حضوراً متميزاً في كافة المحافل الداخلية والإقليمية والخارجية.
أسأل المولى العلي القدير أن يديم على بلادنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية أمنها وأمانها ورخاءها وأن يحفظ ولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وشعبها الكريم من كل سوء ومكروه.
** **
- د. بكري عساس