تسعون عاماً على سُلّم المجد يرتقي هذا الوطن العظيم وما زال، تسعون عاماً من النجاح والفخر تُسجَّل في صفحات التاريخ المشرق بالتضحيات والبناء والعطاء، تسعون عاماً من النمو والتطور في جميع الميادين الحضارية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، بدأ مسيرتها جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ورجاله العظماء، ثم واصل أبناؤه الملوك من بعده، مشيدين هذا الكيان العظيم «المملكة العربية السعودية»، ومتلاحمين مع هذا الشعب المخلص في ولائه لقادته، تحت راية التوحيد الخالدة، وعلى منهج العقيدة الصافية.
إننا بهذه المناسبة الوطنية الغالية، يجب أن نستحضر في أذهاننا، ونُدون للأجيال القادمة من أبنائنا، كلَّ التضحيات العظيمة التي بذلها حكام هذه البلاد وأبناؤهم وبناتهم المخلصون في سبيل بناء هذا الوطن الشامخ العظيم وترسيخ قواعده المتينة، بتجربة تنموية رائدة، استندت على قيم إنسانية وحضارية شاملة وفريدة، في ظل قيادة حكيمة تُراعي مصالح الشعب داخلياً وخارجياً، وتُسَخِّرُ كلَّ الإمكانات والطاقات المتاحة على هذه الأرض المعطاء، التي انبثقت منها الرسالة المحمدية الخالدة، لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وأماناً للمواطن السعودي.
وفي هذا الزمن الزاهر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تمتد مسيرة الخير والعطاء والبناء، مُتخطية الحاضر للمستقبل، برؤية ثاقبة طموحة، أشعل مصباحَها وليُّ العهد -أيَّده الله- لتُضيءَ جميع مناحي الحياة، وتطرقَ كل أبواب التطور والنمو والتقدم في جميع المجالات السياسية والعلمية والاقتصادية والثقافية وغيرها، حتى أصبحت المملكة واحدةً من الدول الأقوى اقتصادًا في العالم، لتقود مجموعة العشرين (G20)، عاملةً على الأسس الراسخة التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها، بالتمسك بقيمها ومواكبة التطور ومسابقته، واضعةً المواطن السعودي هدفها الأول في التنمية، ولقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً بالتعليم في رؤيتها الوطنية الطموحة، وجعلته محوراً مهماً في برنامج التحول الوطني، سعياً منها إلى تحسين البيئة التعليمية، سواء في التعليم العام أو التعليم الجامعي، فاستهدفت الأنظمة والإجراءات بما يكفل انضباط التعليم ورفع كفاءة الأداء في المؤسسات التعليمية، ويعطي فرصاً أكبر لضمان تعليم متميز ومنصف وشامل للجميع، فحظيت الجامعات السعودية بسهم وافر من هذا الاهتمام، ونالت كل جامعة نصيبها من الدعم المادي والمعنوي، ومنها جامعتنا «جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز» التي أحرزت -ولله الحمد- التقدم الكمي والنوعي تعليمياً وبحثياً، ورفعت من الكفاءة الداخلية والخارجية لها، واعتنت بتجويد المخرجات التعلمية بما يتناسب مع سوق العمل السعودي، وتهيئة الطلاب والطالبات للالتحاق بمسيرة التنمية التي تستهدفها الرؤية وترتكز على طموح الشباب السعودي، الذي أشاد به سمو ولي العهد في أكثر من مناسبة.
وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة أرفع أسمى التهاني والتبريكات لقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأدعو الله أن يُديم على وطننا أمنه واستقراره ورخاءه، في ظل حكومته الرشيدة، وأن يعود علينا هذا اليوم كل عام وبلدنا في تقدم وازدهار ورفاهية، يقود بها بلدان العالم.
** **
د. مشاري العصيمي - وكيل جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز للشؤون التعليمية والأكاديمية