د. صالح عبدالله الحمد
بإصرار وتحدٍ وهمة حتى القمة، استطاع رحالة الجنوب بعددهم القليل، وهمتهم وإصرارهم الكبير، المساهمة بفعاليات اليوم الوطني، لوطننا الغالي، الذي يوافق (23) من شهر سبتمر من كل عام، إذ قاموا لثلاث سنوات متتالية بالمساهمة بهذه الفعاليات لليوم الوطني 88، 89، 90.
مشياً على الأقدام لمسافة (350)كم من الباحة إلى أبها ومن أبها إلى الباحة ولمدة (12) يوماً حسب جدول زمني مرتب يسيرون يومياً من (30) إلى (40) كم أو ربما تزيد قليلاً، حسب ظروف الطريق، والصعود والنزول، ولقد أتموا رحلتهم -بحمد الله- بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في يوم الثلاثاء المصادف 22-9-2020م، حيث وصلوا إلى مبنى إمارة عسير في أبها بعد أن قطعوا 360 كم بزيادة عشرة كم عن المسافة المحددة، ومن أهداف هذه الرحلة أيضاً التي تعود على الفرد والمجتمع والوطن هو نشر رياضة المشي بين الشباب والكبار، حيث إنهم لفتوا أنظار الكثيرين أثناء سيرهم في رحلتهم المباركة، والتي رسخوا فيها هذا المبدأ بين الشباب والكبار، وذلك أثناء مرورهم بين المدن والمحافظات والمراكز والقرى، وكذا مناطق ومدن ومحافظات المملكة الأخرى، وقد تمت متابعتهم والإشادة بهم وعزيمتهم وإصرارهم في وسائل الاتصال الاجتماعي كافة، في داخل المملكة وخارجها، وقاموا بلفت الأنظار أثناء سيرهم وكذا بوسائل الاتصال المختلفة، وتم تشجيعم والتعجب من برنامج كهذا لاسيما أن أفراد المجموعة -متعهم الله بالصحة والعافية- من المتقاعدين، ولا شك أن هذه همة عالية وإصرار كبير وتحدٍ وإجابة لمن لا يفقه في فوائد المشي..
عرفت هؤلاء الإخوة عن قرب حيث شاركت مع بعضهم في صعود جبل كيليمنجارو في تنزانيا أعلى جبل في إفريقيا، والبعض الآخر في مهرجان العلا الرياضي الشتوي واختلطت بهم كثيراً وعرفت عنهم الإصرار والتحدي والهمة العالية، واستفدت وتعلمت منهم المحافظة على الدين وحب الوطن وطاعة ولاة الأمر والأخلاق العالية والتواضع والبشاشة والكرم إلا أنني ما زلت لم أصل إلى هذه المستويات المذكورة، فهؤلاء مدارس في كل ما ذُكر لمن حظي بمخالطتم والجلوس معهم لاسيما إذا كان هذا تم بالسفر معهم حيث إن السفر يسفر تماماً عن كل صفات الفرد كما قال الشاعر:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر فإن في الأسفار خمس فوائد
تفريج همٍّ واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد..
وختاماً في هذه المقالة المتواضعة أستميح من إخوتي الكرام (رحالة الجنوب) العذر حيث ركاكة الأسلوب وعدم الإشادة بهم بما يستحقون، وفقهم الله ومنحهم الصحة والعافية وإلى الأمام في مناسبة رياضية قادمة - بإذن الله - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
** **
- محافظة الزلفي