تمر أمامنا لوحات لا نهاية لها من الأمجاد والبطولات والإنجازات التي ينطق مخطوطها ويفضي مضمونها بالجليل من الأعمال النهضوية فشخص التاريخ يشهد نهضة كبرى لم تكن وليدة الصدفة إنما كانت محصلة تخطيط وجهد. كفاح ونضال دام لأمد طويل شهدته المملكة على كافة الأصعدة عبر أجيال وآماد طوال، وها هي الحقب والسنين تدوّن مفاخر المآثر والبطولات لتمعن الأجيال المتعاقبة في صفحات الكفاح والنضال ففي أول الميزان قبل تسعين عاماً وفي يوم خالد من أيام الوطن المجيدة الذي وحّد فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- ربوع الوطن المترامي الأطراف هذا الوطن العزيز على قلوبنا الذي انطلق منه نور الإسلام وهَدي الأنام إلى العالمين كافة فجمع القلوب وألّف بينها فتوحّدت الصفوف والسواعد وقاموا على قلب رجل واحد لإقامة هذا الصرح الزاخر بكل الفضائل والمآثر.
يعد هذا اليوم الميمون حدثاً تاريخياً مهماً قد جاء ليحدث ويقوم بالكثير من التغيّرات والتحولات الجوهرية والتطورات في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والأمنية وغيرها من المجالات التي تعد من مقومات الدولة الحديثة فعمّ الخير وتفرّعت منه إنجازات حضارية ألقت بحصيلتها ونتاجها على ربوع الوطن وما شهدناه من تقدّم وتحديث يعكس لنا نجاح تلك الفكرة الطموحة التي بعثت وحدتنا وأرست توحّدنا.
إن اليوم الوطني هو اليوم الفاصل بين ما ساد في تلك الصحاري قبل توحيدها وما هي عليه الآن مملكة الأمن والأمان من تطور وازدهار قد ساد بعد الجهد والعمل المتواصل لإحداث نقلة كبرى من أجل النماء والتطور فكان بذل الولاة والعاملين للكد والعرق كفاحاً ونضالاً للوصول إلى مستوى مملكتنا المتميز على الأصعدة كافة لأنها بُنيت على ركائز راسخة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فكان دستور المملكة القرآن الكريم ورايته حاملة لكلمة التوحيد ويكفي المواطن فخراً واعتزازاً بدينه ووطنه. لذا جاء التغيير والتحوّل والنمو والتطور على أسس وطيدة من العلم والإيمان فامتزجت الأصالة بحضارة العصر والموروث العربي بالثقافة الإسلامية دون مزايدة أو نقصان.
تحتفي المملكة حكومةً وشعباً بهذا اليوم الخالد في نفوس الجميع لنتذكر القائد الذي كان مفتاح الخير للوطن والمواطن فكانت الثروة النفطية هي البوابة الرئيسية للدخول في مجالات التنمية في شتى قطاعاتها التي بدت أكثر وضوحاً وعمقاً مع بدايات الخطط التنموية التي بدأت منذ عام 1391هـ، حيث يتواصل النمو والتطور لقيادات رشيدة كانت خير خلف لخير سلف فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيَّده الله- يواصل مسيرة النمو والتطور مع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -سلَّمه الله-.
وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً نسأل الله أن يوفّق ولاة الأمر والمسؤولين ويسدّد خطاهم لما فيه المزيد من النهوض والتقدّم، فالمملكة ستبقى دائماً وأبداً ذات المكانة الرفيعة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لما تقوم به من أعمال جليلة لتوسعة الحرمين الشريفين وتيسير تأدية المناسك في رحاب المشاعر المقدسة.
** **
د. عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح - عضو مجلس الشورى سابقاً، رئيس مجلس أمناء جامعة المستقبل ببريدة