إبراهيم الدهيش
- أجدني أمام ما حدث ويحدث للكرة السعودية فرقًا ومنتخبات مضطرًّا للتنازل عن قناعاتي السابقة فيما يخص فكر المؤامرة تجاهها؛ فمن الواضح الذي لا يقبل الشك والتأويل أن الاتحاد الآسيوي أصبح الخصم والحكم، وعلى عينك يا تاجر، بعدما باتت دهاليزه وكواليسه مرتعًا لـ(مافيا)، رهانها الوحيد إسقاط وكبح جماح انطلاقة الكرة السعودية وسط ضعف مخجل وغياب تام لممثلينا في هذا الاتحاد!
- حاولنا أن نتجاوز بعض تصرفاته (بمزاجنا)، ونجمل بعض أعذاره وتبريراته (بأخلاقياتنا)، ونحسن النية في بعض قراراته (بطيبتنا)، لكن سرعان ما يفاجئنا بنقائض تدل دلالة واضحة على استقصاد وانتقائية لا يحتملان (قولَين)! وإلا فما معنى تعنته ورفضه لمطالب الهلال المشروعة بتأجيل مباراته، ويصر على إنهاء مباريات الغرب دون تأجيل لدرجة اضطر معها إلى أن يلعب بدون بدلاء، في حين نجده باستثناء مقصود يؤجل مباريات فرق الصين بحجة كورونا، إضافة إلى استثناءات أخرى لفرق شرق القارة، فضلاً عن أن إقامة هذه البطولة مجمعة تعتبر استثناء بحد ذاته مرورًا بتوقيت أخذ المسحة للاعبي الهلال، ومنع المتعافين من المشاركة، وانتهاء بمسرحية النزول للملعب!
- وتظل علامات الاستفهام تبحث عن إجابة. مَن هم المنتفعون؟ ولصالح مَن؟ ومَن المستفيد من هذا كله؟!
- وبالرغم من هذا كله لم ينسحب الهلال - كما يزعم هذا الاتحاد ويردد مَن في قلبه (تعصب) - بل أُجبر على المغادرة (بقوة لا يقدر عليها إلا الله)! وبمسرحية هزلية، كُتبت فصولها بليل، وأوكلت مهمة إخراجها لأصحاب النوايا غير البريئة!
- ولم يعتذر بل قاوم التيار بكل شجاعة وبسالة، وقدم دروسًا في العزيمة والإصرار بكل شموخ وكبرياء، شهد بها القاصي، و(بعض) من الداني من العقلاء والمحايدين.
- وإذا كان الاتحاد القاري قد أثبت فشله - مع سبق الإصرار والترصد - في إدارة أزمة الهلال حامل كبرى بطولاته القارية (إنسانيًّا) فقد قصر اتحادنا المحلي في إكمال ما بدأه ( قانونيًّا)، وفي المراحل الأخيرة التي كان الهلال فيها بحاجة للدعم والمؤازرة من مرجعيته ومظلته! وما تصريح أمينه العام بأن التأجيل يضر بالجدولة الآسيوية، الذي أعاد به ذكرى تصريح البطولة الإفريقية، إلا عنوان رئيسي لجانب من هذا التقصير!!
- ولم يعد أمامنا إلا أن نعيد قراءة علاقة كرتنا السعودية بالاتحاد الآسيوي، وممارساته السلبية معها، وإلا فالقادم - على ما يبدو - سيكون أشد مرارة؛ فالقضية لا تتعلق بالهلال وحده؛ فما حدث له قد يحدث للبقية، وهو أمر متوقع في ظل إدارة هذا الاتحاد الهزيل الذي نخر وينخر سوس الفساد في جميع مفاصله؛ وبالتالي فقد حان الوقت لكي يكون لنا صوت قوي داخله من خلال مناصبه القيادية والتنفيذية، ولجانه؛ فلدينا من الكفاءات والقدرات ما يفوق ما لدى الآخرين، ممن نفخر ونفاخر بهم، ونتكئ على إرث رياضي مليء بالمكتسبات والإنجازات على المستويات كافة، وحاضر مزدهر يلقى دعمًا لا حدود له من قيادتنا العليا - حفظها الله - بدلاً من القيام بأدوار (الفزعة)، ومجاملة هذا وذاك على حساب تواجدية رياضتنا السعودية بتاريخها المرصع بالكثير من الإنجازات، وبجغرافيتها الممتدة عبر الجهات الأربع، فلم يعد في قوس الصبر منزع! فهلا فعلنا؟!
- وفي النهاية: حماك الله يا وطني من كيد الكائدين، وحفظ لنا قادتنا الأوفياء الميامين، ورجال أمننا وصحتنا المخلصين، وأدام لنا الأفراح، وأعاد لنا يومنا الوطني أعوامًا وأعوامًا؛ فلا يزال للمجد بقية، وما زلنا بالطموح ذاته الذي يعانق عنان السماء، لا مكان فيه للكسل، ولا وقت فيه للانتظار. وسلامتكم.