«الجزيرة» - الاقتصاد:
مع تخفيف المملكة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها منذ منتصف شهر مارس الماضي لمنع انتشار (كوفيد - 19)، وبدء عودة الأعمال إلى طبيعتها، قيّم مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» في أحدث إصدار من «رؤية على الأحداث» الآثار المترتبة على القيود المفروضة على حركة التنقل في المملكة بسبب الجائحة.
وبيّنت الورقة التي كتبتها الباحثتان في كابسارك (ألما الحسيني ونوره الحسين)، أن المملكة حققت المركز الثاني في قائمة الدول التي انخفض فيها الازدحام المروري جراء تطبيق الحظر، وذلك بعد إيطاليا التي جاءت في المركز الأول، وجاءت الصين في المركز الثالث تليها هونج كونج ثم دولة الإمارات.
وكشفت الورقة أن نسبة انخفاض الازدحام المروري في المملكة بلغت 44 في المائة، اعتبارًا من منتصف شهر مارس الماضي كنتيجة مباشرة لتدابير إغلاق المدارس والمطارات في المملكة، وذلك وفق بيانات الملاحة الصادرة عن شركة TomTom، كما أثبتت الدراسات العالمية الصلة بين انخفاض معدل الإصابات والوفيات المرتبطة بحوادث السير على الطرق وانخفاض الازدحام المروري بنسبة 55 في المائة خلال دراسة في الفترة ما بين (10 إلى 19) مارس و(21 إلى 30) مارس من هذا العام.
وأكدت الورقة أن الإجراءات الوقائية المتخذة بسبب كوفيد19 أدت إلى انخفاض انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي في المملكة، إذ شهدت مدينة الرياض تراجعًا بنسبة 56 في المائة في مستويات أول أكسيد الكربون بين شهري يناير وأبريل من هذا العام، كما سجلت حديقة الناصرة في مدينة القطيف، وهي أول مدينة تطبق حظر التجول انخفاضًا في الانبعاثات الكربونية التي وصلت إلى 2.6 جزء في المليون خلال ثلاثة أشهر.
وسلطت الورقة الضوء على الازدهار الذي شهدته التجارة الإلكترونية في المملكة خلال تطبيق إجراءات منع انتشار كوفيد19، إذ زاد عدد الطلبات التي أجريت من خلال تطبيقات التوصيل إلى 240 في المائة في الفترة ما بين مارس إلى مايو 2020، كما بيّنت دراسة تضم حوالي 500 بائع ومستهلك سعودي أن 38 في المائة من التجار قاموا بإنشاء منصات للتجارة الإلكترونية لمواكبة التغيرات وااستيعاب الطلب الناشئ، في الوقت الذي يتوقع فيه 80 في المائة من التجار نموًا في استخدام مثل هذه المنصات حتى بعد انقشاع الجائحة.