مها محمد الشريف
إن تحويل الموارد إلى قوة متحققة تنم عن إستراتيجيات جيدة التصميم ونتيجة طبيعية لقيادة بارعة، وملائمة لأهمية هذه القوة ومتطلبات العصر علماً أن القوة تتصف بثلاث فئات هي: القوة العسكرية والاقتصادية والسيطرة على الرأي، في هذا الجانب نأخذ جزءاً من خطاب خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله - عن رؤية 2030 بما أنها رؤية مستقبلية ذات قيمة عميقة وجدت مزيداً من الاهتمام من العالم ككل، وبها أشرقت شمس المستقبل مبكراً فكان الفرد والمجتمع شركاء في التنمية وفي القيادة الحقيقية لنهضة هذا البلد المعطاء الذي يزخر بالثروات المتنوّعة، ويحمل مسؤولية عصر جديد يعزِّز الكفاءة والشفافية والوحدة الوطنية، فقائمة المستجدات في الحياة القادمة كثيرة ومتنوِّعة وتتطلع إلى الازدهار.
ونسلِّط الضوء على جزء مهم من كلمة المملكة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمام أعمال الدورة (الخامسة والسبعين) لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، - عبر الاتصال - المرئي وفيما يلي نصها بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إن بلادي منذ تأسيس هذه المنظمة كانت في طليعة الدول الساعية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وعملت دوماً ولا تزال على بذل جهود الوساطة والتوصل لحلول سلمية للنزاعات، ومحاولة تجنبها، ودعم الأمن والاستقرار، والنمو والازدهار، إلا أن منطقة الشرق الأوسط عانت، ولا تزال، من تحديات أمنية وسياسية كبرى تهدِّد أمن شعوبها واستقرار دولها.
فقد عانت منطقتنا عقوداً طويلة من محاولة قوى التطرف والفوضى فرض سياساتها وتوجهاتها لإعادة صياغة حاضر دول المنطقة ومستقبلها، غير مكترثة لتطلعات شعوبها من نمو وازدهار وسلام، وقد اخترنا في المملكة طريقاً للمستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، التي نطمح من خلالها أن يكون اقتصادنا رائداً ومجتمعنا متفاعلاً مع محيطه، مساهماً بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها.
حتى الآن، كل ما يمكننا رؤيته حولنا أجندات خارجية تتحكم في آليات الصراع، إذ تصنع السلاح وتوزعه على الإرهابيين ثم تتزعم محاربتهم، وتشترك في صناعة الموت والقتل اليومي، إذ تبدو وكأنها حليف للمتنازعين على كافة الأصعدة، وتعمل على تجنيد فصائل سياسية تمتهن تصدير واستيراد الإرهاب الدولي والإقليمي.
فعندما تحتوي ثقافة المملكة العربية السعودية على قيم عالية، تكون سياستها قيماً ومصالح يشاركها الآخرون، بذات المستوى والمقدار، وذلك يزيد من إمكانية حصولها على النتائج المطلوبة بسبب سعيها الحثيث لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وجهودها في اليمن دليل يثبت ذلك وكذلك الأمر بدعم قضية فلسطين وجمع كلمة المعارضة السورية لحل مشكلة بلدهم، والجهود الكبيرة لعودة استقرار ليبيا، فمن المهم أن يدرك العالم تلك الجهود.
وهكذا، يكون توحيد العمل لقطع الرابط بين الحياة البشرية وصراعاتها، وهذا ما تتوق إليه الأمم من الاستقرار والسكينة وتنفق الكثير من العطاءات ليكون حجم الاستعداد كبيراً ومتاحاً من أجل فكرة الجنوح إلى السلم، فالحياة بطبيعتها سياسة واقتصاد، وبحث لا يمكن أن يتوقف، فالعمل لا يكاد ينفصل عن بعضه رغم جسامة المشكلات، يظل الاقتصاد غاية الغايات، إذا تعزَّزت السياسات الاقتصادية والسياسية، بوصف بلادنا نموذجاً يعمل على تحقيق جانبين مهمين في الحياة لتكون رؤية المستقبل والقدرة على الإنجاز محط اعتبار ومقياس لتنمية مستدامة في القطاع الاقتصادي الذي يواكب التطورات في الأسواق العالمية.
وترتكز رؤية المملكة 2030 بشكل أساس على تعظيم القيمة المحققة من الموارد، في واقع الأمر، حيث يظهر الكثير من الشواهد لتصبح عدة قطاعات ركيزة للصناعات الوطنية، وذلك يفتح أمام المرء منافذ نحو الحقيقة ليكون بُعد صناعتي النفط والبتروكيماويات، قد أرست قواعد الرؤية الطموحة بتلك التفاصيل الدقيقة التي يمكن استنتاجها وإدراكها بكل ثقة.