د.عبدالعزيز العمر
الدماغ هو الأداة الهائلة التي تمكننا من التفكير والتعلم، والسؤال الذي قد يقفز إلى الذهن هو: كيف لكتلة دهنية شحمية (أي الدماغ) معظمها ماء أن تقود وتوجه تفكيرنا وتصنع قراراتنا؟.. ونظراً لكون الدماغ هو أداتنا ووسيلتنا الوحيدة لكسب التعلم والمهارة، فقد قرر التربويون أن يقتحموا أسوار الدماغ البشري ليتعرفوا على مكوناته وآلية عمله، وكيف يسهم هذا الدماغ في إكساب صاحبه المعرفة والمهارة، وكيف ينظمها ويحللها، وكيف يصل إلى قرار أو استنتاج منطقي. ولتحقيق هذه المهمة الشاقة، طلب التربويون مشاركة فريق من علماء الأعصاب (Neurologist)، واستخدم علماء الأعصاب لهذا الغرض تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاقتحام أسوار الدماغ البشري، بهدف التعرف على أجزاء الدماغ، وكيف يعمل أثناء ممارسة التفكير أو التعلم. وإذا كان الأطباء اليوم يقومون بتركيب الدواء الذي يتوافق مع طبيعة جسم الإنسان المريض، فإن التربويين وبنفس المنطق يعدون الخبرات التعليمية التي تتوافق مع طبيعة عمل دماغ المتعلم. وفي ضوء نتائج الأبحاث العلمية حدد التربويون بدقة الظروف المثالية التي تجعل الدماغ يعمل بأفضل كفاءة ممكنة، مما أسهم في دعم وتعزيز عمل المعلمين مع طلابهم. ومما يجدر ذكره هنا أن العلماء (تربويين وفسيولوجيين) لم يجدوا أن الفروق الثقافية أو العرقية أو الجندرية (ذكر/ أنثى) صنعت فرقاً في كفاءة عمل الدماغ.