رقية سليمان الهويريني
عاد للوطن عددٌ من طلبة الدراسات العليا الحاصلين على درجة الماجستير بامتياز في علوم مختلفة بعد تخرّجهم من جامعات عريقة في أمريكا ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وفي الوقت الذي ينبغي أن تستقطبهم الجامعات للانضمام إلى هيئات التدريس فيها؛ وإلغاء عقود الوافدين، تفاجأ هؤلاء الخريجون برفض أغلب الجامعات السعودية لقبولهم لأسباب مختلفة!
ولست أعلم سبباً لإدراجهم أصلاً ضمن برنامج الابتعاث الخارجي دون إشعارهم بتعذّر قبولهم للعمل أساتذة في الجامعة بعد تخرّجهم طبقاً لتخصصاتهم، إذا علمنا أن الجامعات تغص بالوافدين في مجالات متعدِّدة. ومن المؤسف ضياع سنوات من عمرهم في الدراسة، فضلاً عمَّا تم صرفه عليهم مادياً خلال سنوات الدراسة بالخارج.
إن حالة الضياع التي يعيشها هؤلاء الخريجون مؤخراً دعتهم للتنازل عن الشهادات العليا للبحث عن مصدر للرزق، فرأينا منهم من يبيع الشاي على قارعة الطريق كما سمعنا عن إحدى المبتعثات التي عادت وفتحت متجراً لترميم الأحذية والحقائب، وهو عمل فني شريف وممتع ولكن لا يحتاج لابتعاث وشهادة! وكان حرياً إيجاد معاهد فنية متخصصة في مجالات مختلفة تستقطب شبابنا ويستقدم لهم أمهر الفنيين والمهنيين لتدريبهم مؤقتاً حتى تخرّجهم ثم يستفاد منهم بعد التخرّج مدربين، بدلاً من عودة مبتعثين صرفت لهم الحكومة مليارات الريالات دون وجود حاجة لتخصصاتهم.
ولعلنا نسمع قريباً عن تقليص أعداد المبتعثين وتحديد الحاجة الفعلية لهم، وبالتالي قبول العائدين الذين نعتز بهم ونفخر بتخصصاتهم ليضيفوا خبرة علمية تراكمية لطلبة الجامعات، ويجدوا مكانتهم بحسب تخصصاتهم، ويحققوا تطلعات القيادة بهم.