الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث الإنسان على حب الوطن، لأن الانتماء للوطن لا يتعارض أبداً مع الانتماء الأكبر للإسلام، وحب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، وهو دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء.
ويحرص الأعداء من الحاقدين والمغرضين على زعزعة الانتماء الوطني، والتشكيك في مشروعية الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على المواطنة، والمساواة، ونبذ العصبية والقبلية، والطائفية.
وبمناسبة اليوم الوطني التسعين، "الجزيرة" التقت مجموعة من شرائح المجتمع المختلفة ليتحدثوا عن الوطن، والآلية لغرس حب الوطن والانتماء الإيجابي لدى أبنائه وتقدير خيراته.
مفاهيم حديثة
يؤكد الدكتور عادل بن محمد العُمري أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بجامعة القصيم الحاجة إلى ترسيخ حب الوطن وفق مفاهيم حديثة مناسبة للأحداث الراهنة، وذلك لأجل مواجهة التحديات المحيطة بنا، ومن تلك المفاهيم:
1 - إبراز معنى مفهوم الدولة للناس عموماً وللناشئة خصوصاً، وأن لا وطن بدون دولةٍ راسخةٍ تقف من جميع الناس بأعراقهم وأديانهم وطوائفهم ومناطقهم كافة بمسافةٍ واحدة، وكذلك إبراز أن هذه المفاهيم والتجليات هي من ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة، والتي تستقي مبادئها المعتدلة من وسطية دين الإسلام الحنيف.
2 - الوطن بترابه وأرضه والدولة بقيادتها وأمنها وأنظمتها أولاً وقبل كل شيء، فلا أمن ولا استقرار ولا رغد عيشٍ إلا بوطنٍ تحكمه دولة، وعلى ذلك يجب الحذر من كل الشعارات الأيديولوجية التي تستخدمها الجماعات المتطرفة الإرهابية لأجل زعزعة مفاهيم الدولة الحديثة والمواطنة الصالحة، فجماعة الإخوان المسلمين -على سبيل المثال- تستخدم شعارات (الأمة) لأجل زعزعة مفهوم الوطنية والدولة الحديثة، فقد تمَّ استغفال الكثير من الناس والشباب بمفاهيم أممية كاذبة وخادعة باسم (الأمة)، بل تمَّ تدمير الكثير من البلدان العربية، وقت ما يسمى بالربيع العربي تحت هذه الشعارات البراقة.
3 - حماية البلاد من جميع المهددات العنصرية العرقية، والطائفية المذهبية، والمناطقية الفئوية، فالأوطان تفسد وتخرب بانتشار مثل تلك المهددات.
4 - حماية البلاد من الجماعات الحزبية المتطرفة التي تحاول اختراق المؤسسات الرسمية والاجتماعية والدينية والخيرية للدولة، فمن المعلوم أن هدف هذه الجماعات هو خلخلة الأمن الوطني ونشر الحزبية المقيتة، واستبدال المفهوم الحزبي الأممي بدلاً من المفهوم الوطني السعودي، وهذا ما حاولت فعله جماعة الإخوان المتطرفة في بلادنا وفي غيرها من البلدان العربية.
أخيراً: أبارك لقيادتنا الرشيدة وللشعب السعودي كافة يومنا الوطني التسعين، سائلاً الله تعالى أن يمنّ على بلادنا وقيادتنا الرشيدة وأفراد شعبنا كافة بدوام الأمن والاستقرار والخير الوفير.
البذل بسخاء
وتقول الأستاذة هند بنت محمد الفقيه مدير إدارة الجودة الشاملة بتعليم حائل: الوطن هو الذي نعيش عليه ونستفيد من خيراته والمساحة التي تحتضن صغيرنا وكبيرنا، لذلك يجب علينا أن نبذل بسخاء كل ما عندنا من حب وانتماء، فإن أصعب ما يمر به الإنسان هو أن يكون بلا وطن يشعر بكنفه بالأمان وتبرز أهمية الوطنية والمواطنة، من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يهددها من أخطار العولمة، وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات، والابتعاد عن العالم، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف، والقيم، والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية، والولاء والانتماء قد يمتزجان معاً حتى أنه يصعب الفصل بينهما، فالولاء هو صدق الانتماء، والوطنية فهي الجانب الفعلي أو الحقيقي للمواطنة والولاء لا يولد مع الإنسان، وإنما يكتسبه من خلال مجتمعه، ولذلك فهو يخضع لعملية التعلم فالفرد يكتسب الولاء (الوطني) من بيئته أولاً ثم من مدرسته، ثم من مجتمعه بأكمله حتى يشعر بأنه جزء من كل، وقد يسأل الكثيرون كيف يمكننا أن نحبّ وطننا، وماذا يجب أن نقدّم له، وكيف يجب علينا أن نغرس ذلك في أبنائنا؟
يجب أن نعي قاعدة مهمة جداً، وهي أن حب الأوطان يكبر في قلوب الصغار كلما كبرت أعمارهم، وأن الوطن لا يعوض، وأن من يخسر وطنه يفقد الأمن والأمان والسعادة والراحة، وهذا دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع والإعلام في تأصيل الهوية والحس الوطني وغرس القيم في نفوس الأطفال، وتربية الأبناء على حب الوطن يعتبر من المعاني المهمة التي يجب أن يسعى لها الوالدان، لأنه يوّلد عند الأبناء الولاء والانتماء والعمل من أجل رقي الوطن وتقدمه ودفع الضرر عنه والحفاظ على مكتسباته يجب أن نعلمهم الانتماء له، والدفاع عنه في حال هجم الأعداء عليه، وعدم السماح لأي شخص بالتحدث عنه بالسوء، والمحافظة عليه من التلوث والابتعاد عن حرق أشجاره وقطف أزهاره، وبالتالي يُصبح أجمل ويعيش به المواطن بكل حبّ، فيُصبح الفرد دائم الشعور بمسؤوليته أمام بيئة وطنه وبأنه هو عامل فيها، كما يجب أن يهتم الآباء والأمهات في سرد الأمجاد القديمة عن الوطن وعن المؤسسين وكيف قاتلوا وحاربوا وتحملوا كل المخاطر والصعوبات للحفاظ عليه، وأن يكون وطناً قوياً نحتمي فيه، ومحاولة ذكر المشردين عن أوطانهم كمثال لمعرفة مدى المعاناة التي يتكبدونها وكيف أن الإنسان بلا وطن هو كسراب يزول بكل سهولة بلا قيمة ولا مكانة له، كما يجب أن تستثمر مناسبة اليوم الوطني ولما له الوقع الخاص في نفوسهم فالتركيز على مثل هذه المناسبة العظيمة، كيف نحب الوطن، ما هو الوطن، كيف نحميه، كيف نعبر عن حبنا له، كيف يعرف العالم أننا نحب وطننا، كيف يعرف العالم أننا مستعدون للدفاع عنه بالأرواح، كيف لا نسمح لأحد بالنيل منه فيخاطب الأبناء بالخطاب المناسب لأعمارهم لإيصال هذه المعاني لهم وترسيخها في عقولهم فتتكون بالتالي الاتجاهات الإيجابية لديهم تجاه وطنهم، وبالتالي تؤثر على سلوكهم المدافع والحامي للوطن، وأن نحرص على أن نزرع في نفوسهم حب رجال الأمن والجهود التي يقدمونها للمحافظة على أمن الوطن واستقراره، وأن رجال الأمن ليسوا مصدر خوف إلا لمن خالف القانون وتجاوز الحدود وسعى للتدمير والخراب، وأنهم قوة وأمن لأبناء الوطن الصالحين، أخبروهم أن المحافظة على أمن الوطن مسؤولية الجميع صغاراً وكباراً.
وشددت هند الفقيه على أن تنمية الوطنية والمواطنة في نفوس الأطفال، لابد وأن يشارك فيها الكبار في مؤسسات المجتمع كافة الاجتماعية والتربوية والإعلامية، وأن يخاطبوا في ذلك بالوسائل المختلفة والمدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية الأولى التي وظيفتها التربية فتعمل على غرس قيم المواطنة السليمة والبعيدة عن التزمت، والتعبير عن حب الوطن بالحفاظ على ممتلكاته سواء داخل المدرسة أو خارجها والعمل على الربط بين التفوق وطلب العلم أنه يعود على وطنهم بالرفعة، وأن تتصدر بلادنا المراتب المتقدمة بين دول العالم في العلوم والاختبارات الدولية والابتكارات والاختراعات جميعها سينصب في مصلحة الوطن الذي سيمتلك الريادة في العالم بتفوق وتميز وريادة أبنائه في شتى العلوم والمعارف، وليثبتوا للعالم أنهم مواطنون صالحون يحق لوطنهم أن يفخر بهم، كما لها الدور الكبير بشعور الطالب بأن تلاحم هذا المجتمع وصلاحه ونموه مسؤولية كل فرد فيه، وأن له حق المشاركة في صنع القرار بالطرق المدنية التي تقرها أنظمة الدولة ليشعر أن رأيه مسموع، وأن قدراته مستفاد منها، وكذلك المشاركة في إصلاح المجتمع بالطرق التي يقرها أولو الأمر وتبصيره بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأي، والتأثير في اتخاذ القرارات التي تمس المجتمع، وتعويده التعامل مع وجهات النظر المخالفة، وأن الصراع لا يولد مجتمعاً متماسكاً، مع مشاركة الطالب في تطبيق النظام، بحيث يرشد إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة وأهمية المسؤولية الفردية، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين، كما يمكن تزويد الطالب بالأساليب المناسبة، والمشاركة في تقويم من يخرج على النظام بالطرق التي تقرها الدولة، بحيث يزود الطالب ويدرب على أساليب تناسبه، وتلائم البيئة المدرسية، وتساعد على تنفيره من مخالفة سلوك المواطنة، وضرورة تدريب الطلاب عملياً على حفظ النظام داخل الفصول وداخل المدرسة.
عرس الوطن
ويبين الأستاذ سعود بن علي الثبيتي رئيس مجلس إدارة صحيفة غرب الإلكترونية أن للأوطان يوم عرس به وفيه ومعه، تستعيد ذكرى تكوين الدولة وقيامها كدولة ذات سيادة، وتلكم من المآثر المحمودة في ترسيخ هذه المفاهيم لدى النشء لعدة عوامل حث عليها ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم، والمملكة العربية السعودية -أعزها الله- وهي تحتفل بيومها الوطني يفرح أبنائها في أرجائها كافة بهذا الحدث المهم والمميز عندما قامت أركانها على يد موحد الجزيرة جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وهو ما لم يكن بالأمر السهل والبسيط لدولة يقطنها قبائل شتى داخل الجزيرة العربية، واستطاع صقر الجزيرة، ومن بعده أبناؤه البررة بدءًا من الملك سعود، وحتى العهد الزاهر لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين ما فتأوا حكامنا وولاة أمرنا على تذليل الغالي والنفيس خدمة لله سبحانه وتعالى أولاً في خدمة الحرمين الشريفين، وبذل كل ما من شأنه إسعاد المواطن وتسهيل سبل العيش الكريم كافة في تسابق مع الزمن وتواتر جاد يؤكد العزيمة والإصرار على بناء هذا الوطن، وفقاً للتطلعات المأمولة وتماشياً مع الخطط المرسومة، ومما يدعو للفخر -ولله الحمد- أن عجلة التنامي محيطة بشئون ومتطلبات الحياة كافة -ولله الحمد-، وكل هذا يتوجب علينا كمواطنين الشكر لله سبحانه وتعالى على توفيق ولاة أمر هذه البلاد جميعاً على تحقيق أعلى معايير الرقي والتقدم ولله الحمد، ولا ننسى كمواطنين أننا مطالبون بالمساهمة الجادة والصادقة كل فيما أوكل إليه وما هو مسئول عنه حتى تكتمل منظومة النماء والبناء، وهو واجب مقدس علينا جميعاً في ظل قيادة حازمة جادة على رفعة شأن الوطن واسمه عالياً في كل محفل.
نسأل الله التوفيق والسداد لحكومتنا الغالية، وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخائها، وأن يجنبها حقد الحاقدين وحسد الحاسدين.
الثقافة الوطنية
وترى الأستاذة رنا بنت عبدالله زمعي المستشار في التنمية البشرية والاقتصاد أن نُعد نشأً تغمره مشاعر الوطنية السامية، وأن نزرع الوعي والمعرفة بقصص التاريخ الإسلامي، ومن ثم قصص تاريخ المملكة العريق الحافل بالمواقف المشرفة، والتأكيد عليهم أنهم يمثلون مكوناً أساسياً له، مع سرد القصص الوطنية منذ نعومة الأظافر واستغلال منهج مادة التربية الوطنية في مرحلة المدرسة بعدها الأفضل لترسيخ شعور الانتماء المدعم بالحب والذي يؤكد وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الأرض باعتباره عضواً فيه ويشعر نحوه بالفخر والولاء، ويعتز بهويته وتوحده معه، وعندما يكبر ويصبح فرداً ناضجاً يصبح منشغلاً ومهموماً بقضاياه، ملتزماً بالمعايير والقوانين محافظاً على مصالحه وثرواته، مراعياً الصالح العام، ولا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت به الأزمات تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، وبث الوعي بتاريخ وطنهم وإنجازاته، وتثقيفهم بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن. وتعويدهم على احترام الأنظمة التي تنظم شؤون الوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسيير شؤونهم، وتنشئهم على حب التقيد بالنظام والعمل به.
وأخيرًا تشجيعهم على التفاعل والاحتفال باليوم والوطني وإنجازات وطننا الحبيب.
فخر واعتزاز
ويبين الأستاذ محمد بن صالح الحمادي الرئيس التنفيذي لمستشفيات الحمادي بمدينة الرياض أن اليوم الوطني المجيد يوم تاريخي يدعو للفخر والاعتزاز، وهي ذكرى تجدد العزم وتشعل الهمم، لمواصلة مسيرة الخير والبناء، واستذكار للدور العظيم للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذين أسس الدولة السعودية الحديثة، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده بكل عزيمة وصدق وبذل لخدمة الوطن وشعبه الوفي حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مواصلين مسيرة الإنجازات الحضارية لبناء وطن العز والشموخ، مملكة الحزم والعزم، مشيراً إلى أن ذكرى اليوم الوطني التسعين لذكرى مجيدة على المضي قدماً نحو المستقبل الزاهر خلف القيادة الرشيدة الراشدة لوطن أصيل نجدد له الولاء والطاعة.
وقال الأستاذ محمد الحمادي إننا فخورون وسعداء بانتمائنا لهذا الوطن الغالي، وسعداء بما نعيشه من أمن وأمان، واستقرار ورفاهية، وتقدم اقتصادي ومستقبل مشرق -بإذن الله تعالى-.
وإننا في هذا اليوم الوطني التسعين نعيش مرحلة مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الهمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، في مملكة تشهد التطوير والتشييد المستمر، والإبداع في شتى مناحي الحياة، وأنه لحري بنا استذكار تلك النعم الخيرة المباركة، والتوكيد على مؤسسات المجتمع من أسرة، ومدرسة، وإعلام وغيرها غرس محبة الوطن والانتماء الإيجابي له في نفوس أبنائه، والاعتزاز بالانتماء إليه، ومواجهة حملات الحقد والكراهية التي يشنها الأعداء على بلادنا وولاة أمورنا، والوقوف صفاً واحداً لحماية هذا الوطن ومقدساته، ومكتسباته الكثيرة.
الرحم الكبير
وتقول الأستاذة منيرة بنت صالح العواد مديرة حسابات بشركة ميدغلف للتأمين التعاوني، أن الوطن لا يعني الأرض والتراب فحسب بل يتجاوز ذلك، حيث يدخل في الوجدان الإنساني، وذلك لأن الوطن هو الرحم الكبير الذي نعيش فيه، وله منزلة عزيزة في أي نفس، ونحمل له حب لا ينتهي، ومع حب الوطن تختفي معه أبعاد الزمن والمكان والنعرات القبلية والفروق الفردية بين الناس، وحب الإنسان لوطنه يكمن بحرصه عليه، والمحافظة على مكتسباته، واغتنام خيراته.
وأضافت منيرة العواد أن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد ذكرى عابرة تنتهي بانتهاء الحدث، بل لتأكيد الانتماء للوطن الذي يعد من الأساسيات التي تشعر الفرد بالرابط المشترك الذي يربطه بأرضه وناسه، والانتماء للوطن في الخوف على مصالحه، واحترام النظام والالتزام به، والحرص على التعاون والتكاتف، وتحقيق قيم التسامح والتلاحم بين أفراده، مع إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفاً يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه.
وتؤكد منيرة العواد على ضرورة تنمية حب الوطن في الأبناء بنشر كل معاني المحبة والإخلاص والتفاني في العمل، وحفظ مقدسات الوطن والتطلع إلى النماء والتطور، كما أن المؤسسات الاجتماعية مطالبة في الإسهام في تطوير مفهوم الانتماء الوطني الذي يقوم على احترام النظم الاجتماعية والأخلاقية باعتباره التزام ومسؤولية.
متأصل في النفوس
ويؤكد الأستاذ عمر بن عبدالعزيز الجاسر الرئيس التنفيذي للعربية للعود، أن حب الأوطان في ديننا منهج ثابت، ومعنى متأصل في النفوس، وهو ضرورة اجتماعية ودينية لحماية الوطن وبقائه واستمراره، ونجد ذلك في شواهد كثيرة في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان يقول: (اللهم حبب إلينا المدينة)، فالبعد النفسي لهذا الحب وأبعاده، هو وطن يحبه أبناؤه ويحمونه، وحب الوطن يتجلى في مناحي عدة، كل في تخصصه، فالتاجر يعبر عن حبه لوطنه بعطائه وإخلاصه في تجارته وتقوية ارتباط تجارته بأرضه، وكلٌّ في تخصصه قادر على التعبير عن حب الوطن بعمله، فبالعمل تبنى الأوطان وتزدهر، وبالحب يتجذر الوطن في النفوس لنكون جزءًا ولبنة من لبنات بناء هذا الوطن، وأنه من الأهمية بمكان أن تحرص الأسرة على توعية أبنائها وتثقيفهم عن الوطن وغرس محبته في نفوسهم لأنه ليس كل الأوطان فهو يحتضن الكعبة المشرفة، والحرمين الشريفين، والبلد المتميز المتفرد في تطبيق الشريعة الإسلامية، والرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، والإنسانية في كل شتى أنحاء العالم.