إن اليوم الوطنيّ للمملكة العربية السعودية ليس مناسبة عابرة أو ذكرى ماضية، وإنما هو امتداد للأجيال تطل منه على ما سطره رجال الماضي وما ضحوا به من أرواحهم ودمائهم ليفتحوا لنا نافذة مشرقة على المستقبل.
إنّ الأجيال المتعاقبة من أبناء المملكة العربية السعودية تحتفي بهذا اليوم المجيد ليس كأي مناسبة أخرى وإنما تحتفي بمضامينه الكامنة فيه التي تبعث الهمّة على إكمال ما بدأه الأجداد، والتي تغرس في نفوسنا استلهام ماضيهم الوضاء لمستقبلنا المشرق ومستقبل الأجيال المقبلة.
لقد وحدّ الملك المؤسس -طيب الله ثراه- المملكة في هذا اليوم، توحيدًا مبنيًّا على بناء دولة أمن وعز ورخاء وازدهار، ومحو صفحات الخوف والذل والجهل والفرقة والتخلف بكل تفاصيلها.
أسس بنيانه على العزّة والكرامة، ورضاء الله عز وجل، على ظهور الخيل يجوب بها الصحراء الشاسعة، وقد أدرك أبناؤه من بعده قيمة إعمار هذه الأرض وقدسيتها التي تحوي أعظم حضارة عرفتها البشرية.
لقد غرس الملك المؤسس -طيب الله ثراه- هذه المفاهيم في أبناء الوطن جميعًا حين علمّها لأبنائه وأحفاده، الذين حملوا الراية على أكتافهم وأضاءوا مشاعل التقدم في أرجاء المملكة راية تُسَلَّم بأمانة وتفانٍ من ملك إلى ملك، كل له بصمته في رقي هذه الأمة وريادتها.
ولقد تسلم راية العز والمجد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فحملها بقوة وحزم وأكمل مسيرة التقدم والنهضة، وانطلق معه ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين، وينقل المملكة برؤية ثاقبة إلى موضع جديد من التقدم والرقي، فأحسن توظيف الإنسان، ورأس المال.
وانطلقت رؤيته في كل قطاعات الدولة حاملة منهج التحول الوطني فانعكس ذلك تقدمًا ونهضة ورقيًّا وحضارة على كافة قطاعات الدولة وعلى رأسها التعليم.
وفي ظل تسارع العالم وشراسة الصراع على الريادة تأتي جائحة تنهار أمامها الدول وتقف أخرى عاجزة أمام تفشي مرض مميت لا تستطيع حياله أن تفعل شيئًا، فكانت المملكة بسياساتها، وتوجيهات قيادتها الرشيدة في مصاف الدول التي وقفت صامدة أمام هذه الجائحة معلنة للدنيا بأسرها أن الإنسان السعودي هو شغلها الشاغل وأن صحته وأمنه وأمانه وتعليمه ورفاهيته هي همّ قادته ومحور اهتمامهم.
لقد سطر التاريخ ملحمة الملك المؤسس، ويسطر التاريخ أيضًا ملحمة قيادة هذه البلاد في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتنافس الدول منافسة شديدة.
إن ما نشهده اليوم في ربوع المملكة هو امتداد هذا اليوم المجيد، فهنيئًا لوطننا الغالي بيومه الوطني التسعين، وهنيئًا له بقادته وولاة أمره.
وإنني بهذه المناسبة أتقدم بالتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين بمناسبة اليوم الوطني ولسمو ولي عهده الأمين ولكافة أبناء هذا الوطن الغالي.
** **
- المتحدث الرسمي باسم جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز