د.عبدالعزيز الجار الله
ما زالت السعودية لغزًا للعديد من الرحالة والمستشرقين الأجانب والباحثين الحاليين: كيف استطاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- توحيد هذه الأرض، وجعلها دولة واحدة؟
كان الملك المؤسس عبدالعزيز هو وجهة أنظار الكثيرين من العرب والأجانب ممن جاؤوا لمشاهدة هذا القائد وهو يرسم حدود دولة عربية في زمن كانت الدولة العثمانية والاستعمار الأوروبي ودول الإمبراطوريات الروسية والبريطانية والألمانية والسيادة الإيطالية، والدول العظمى الخمس، قائمة بقوتها ونفوذها، ولم تكن هناك فرص تاريخية وغفلة زمن لقيام دولتنا؛ فالدول ذات النفوذ السياسي السابقة هي نفسها باستثناء غياب الدولة العثمانية. لقد جاء العديد من المثقفين والكتّاب والرحالة والصحفيين ليشاهدوا الملك عبدالعزيز يعمل على قيام الدولة. وقد وثّق التاريخ وسجل مشاركة الأجانب والعرب وأدوارهم في جميع القطاعات.
ما زال مشروع الدولة السعودية يُنظر إليه كبلاد عظيمة بدينها الإسلامي، وأماكنها المقدسة، وعروبتها، ومن كبار منتجي النفط، وأرض الغاز الواعد، وأرض الرسالات السماوية، وطريق الأنبياء الذين مروا عبر أرضها للحج في تاريخ الأنبياء. كانت المملكة -وما زالت- الممر والجسر البري والبحري في جنوب غربي آسيا، وتعد حاليًا من أقوى المنتجين، ومن أهم مصادر النفط والغاز في المستقبل. سبب هذه الأهمية:
- قِبلة المسلمين، وبها بيت الله والمسجد الحرام.
- مسجد ومدينة الرسول الكريم.
- موطن السيرة النبوية.
- أول عاصمة إسلامية.
- مثلت الجزيرة العربية والسعودية المساحة الكبرى والأساس للخلافة الإسلامية، وانطلقت منها بشائر نشر الإسلام.
هذا الإرث العظيم لهذا التاريخ والسيرة النبوية يجب أن نفتخر به؛ كوننا روح العروبة، وسجل التاريخ الإسلامي، ولا يجب أن نغفل عنه أو نحاول تناسيه؛ لأن العالم الحضاري لا ينظر إلى الماضي؛ فنحن نفتخر بالماضي الذي شكّل درع جزيرة العرب، وهو المحرك لواقع حياتنا الحالية. كما أن الدور الفاعل مع النفط والموقع والسياسة المتوازنة مثلت أساس بلادنا، الذي يتحرك بقوة وسط تحولات وتطورات سريعة ومتتالية.