نورا العلي
يقول بدوي الجبل في ابتهالاته:
أنا ما عَتبتُ على الصِحابِ
فليسَ في الدنيا صِحابُ
يا مـن يَمنُّ بِودِّهِ والشَهْدُ
- حين يُمَنُّ - صَـابُ
* كثيرون هم من تجبرنا الحياة على التفاعل والتعايش معهم بالرغم من أنهم لا يشبهوننا. ولا أقصد بالشبه ذاك التماثل في الميول والطباع والرغبات، إنما أقصد أنهم لا يشبهوننا في النقاء، وحب الخير، وإقالة العثرات، والتجاوز عن الزلات.
* كلما أمعنت النظر فيمَن حولي يتساقطون واحدًا تلو الآخر، فإذا بـ(كل الأرض موحشة).
* حاولت مرارًا النجاة بالتفاعل مع التغابي والتغافل، حتى نفسي لم أعطها الفرصة الكافية للتحليل والتدقيق. أصبحت أعبر بعض المواقف بسرعةٍ خاطفة حتى لا تعلق بذهني التفاصيل، وأردد قول بشار بن برد
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
* أن تطمئن، ولو لشخصٍ واحد، تبثه همومك، وخلجات نفسك، فتلك نعمة لا تُقدر بثمن.
أجلس كثيرًا بمفردي، وحتى أخفف من وطأة الوقت يمرّ بمخيلتي شريط من الذكريات الجميلة التي لم تحدث، وكأني زهرة ذابلة تحت سحابة، تنتظر هطولها لتزهر من جديد، وإذا بها كسحابة كثير عزة إذ رجاها (فلما جاوزته استهلّت).
للأسف، يهزمنا الذين نحب أن يكونوا ألطف معنا؛ إذ لا نستطيع مغادرة كل موقف وكل شخص. (إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى... ظمِئت...).