محمد عبد الرزاق القشعمي
قال عنه الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع - وكيل جامعة الإمام - وأحد مناقشي ثقفان في رسالة نيل درجة الدكتوراه «... ثقفان باحث جاد على قسمات وجهه مسحة من صرامة وحزن ومرارة، لكن من يعرفه عن قرب ويتعامل معه يكتشف فيه منجماً من الحب والتواضع والإنسانية والهدوء... وما في هذا الكتاب - المادة الأدبية في المصادر التاريخية الأندلسية - من بحوث مبتكرة إنما هو امتداد لبحوث سابقة مثل: (الشكوى من العلة في الأدب الأندلسي) و(الأدب الأندلسي بين حقيقته ومحاولة اغتياله). فإذا أضفنا إلى ذلك اهتمامه بالشعراء الأندلسيين المغمورين، أو الذين لم تكتب عنهم دراسات كافية كإخراجه لديوان عبدالمنعم الجلياني، ودراسته لابن حربون، وتتبعه لأدباء الأندلس بعد سقوطها كما في كتابه الجميل عن الأدب الموريسكي، كل ذلك يجعلنا نضع الأستاذ الدكتور ثقفان في منزلته ومكانته المستحقة بين كبار الدراسين والمتخصصين في الأدب الأندلسي، ليس في المملكة العربية السعودية، بل وفي العالم العربي «...
o وقال عنه زميله الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري: «... وعندما غادر ثقفان قريته كان يحمل طموحاً وأحلاماً كبيرة تحققت له بجهد وعمل مضن في رحاب المؤسسات العلمية التي احتضنته.. وبالنظر إلى إنتاجه العلمي في مجال الأدب الأندلسي نجد أنه يشكل مكتبة متكاملة، فيها دراسة ظواهر، وفيها دراسة شخصيات، وفيها تحقيق، وفيها دراسات شمولية، وفيها دراسات في الشعر وفي النثر.. وللدكتور ثقفان صولات وجولات في الجامعة منذ أن كان معيداً وحتى حصل على (الأستاذية)، ففي رحابها دَرّس وأشرف وناقش...»، وقد خصصت (المجلة الثقافية) بصحيفة الجزيرة بتاريخ 9-11-2019 ملفاً عنه شارك به البعض، ومنها مقابلة مطولة معه نقتبس منها قوله: «... فأقول أولاً: إنه لا معنى لذكر الأدب السعودي.. ردَّاً عن الأدب العربي.. فهو جزء منه، والأدب المقارن من مهماته الأساس التركيز على الأداب القومية لا المحلية، فعندنا والحالة هذه (الأدب العربي) كأدب قومي يشمل الأدب من الخليج إلى المحيط، إذا هذا هو موضوع الأدب المقارن... طلاب الأمس جاءوا للعلم برغبة مع شح في المعلومة، وندرة في المادة المعنية، مع تعال في الأستاذ، ومن هنا فإن الجيل السابق قد فلق الصحراء حتى تعلم، وتحمل التعالي باحترام وتقدير حتى تخرّج، إن العلم عند هذا الجيل كان يمثل مطلباً أساسياً على الرغم من الحاجة الماسة للمادة لتسهيل مادة العلم، لكن الجامعة وقتذاك كانت جامعة بحق تعليم قوي، وأستاذ قوي، مع توفير مادة العلم - الكتاب- في مكتبات شيدت على أعلى مستوى، ويقوم بها موظفون أكفاء، إذ يأتون بالكتاب من أي مكان حتى قامت المكتبات، فأصحبت منارات للثقافة وللعلم في آن، بينما طلاب اليوم جاءوا وكل شيء موجود والمعلومة متوافرة والأساتذة في كل تخصص وفي كل فن، وعند هذه الحال أخذ الطلاب في استسهال كل شيء حتى العلم ونيل الشهادة، والشيء الذي يأتي بسهولة يذهب بسهولة، وهذا هو وضع طالب اليوم، يتخرج بلا شيء، همه الشهادة، ثم يتوظف وهذا هو حد طموحه، وبطبيعة الحال هناك نوادر، ولكن النادر لا حكم له، إنني أقول ذلك من خلال معايشتي للجامعة لأكثر من خمسين سنة طالباً ثم أستاذاً فيما بعد، فلنا فترة لم نخرج علماء، لأن الطالب القادم للجامعة لا يملك طموحاً يدفعه لنيل الدرجات العليا فيكافح ويدرس ويبحث بصدق، فكل هذا جاء من تقارب ظروف الأستاذ مع ظروف الطلاب ليتنازل أحدهما عن مكانته ويتساوى مع الآخر، وهناضعف العلم وتدنى مستوى المتعلم...» وقال عند سؤاله عن المجالس والصالونات الثقافية، «.. هي ظاهرة صحية يقوم بها أشخاص بدافع ذاتي خدمة للثقافة في معناها الشمولي، ولكن تأثيرها في ثقافة البلاد بوجه عام يبقى محدوداً لمحدودية مرتاديها، ولعدم نشاط بعضها في نشر ما يدور في مجالسها، ولأن بعض هذه الصالونات نحت منحى خاصاً يتعلق بالوجاهة الاجتماعية، والثقافة بمعنى الثقافة الحقة، لا تقر بالوجاهة أكثر من إقرارها بالعلم وخدمته ورفع سمعته عالياً».
o قال عنه زميله الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد: «... وخير ما يعجبك في عبدالله بن ثقفان مصابرته وطول نفسه وجَلَدهْ في الكتابة المستمرة، خدمة للأدب الأندلسي، بعيداً عن الجلبة والضجيج والإدعاء، فهو يعمل في صمت ناسكٍ أو في تنسكٍ صامت، لم يطلب بذلك إلا أن يشبع نهمه إلى العلم، ورغبته في الإضافة العلمية الرفيعة الشأن. لقد آثر أن يبقى في محراب العلم. ولم يعبأ بشهرة، ولم يتطلع إلى مجد زائف، ولو شاءهما لأتياه حبواً، آثر أن يعمل خادماً لهذا الأدب ناذراً نفسه له، فكان أن أخرج للمجتمع العلمي كتباً تعد مراجع لمن يريد معرفة الأدب الأندلسي، ولمن يطمح إلى تذليل العقبات التي طرُحت في طريقه، ورد الشبهات التي وجهت إليه... لقد حاول الدكتور ابن ثقفان تدوين التاريخ بأسلوب مخالف لما عُهد، على ما عبر هو في إضاءة الكتاب - من النخلة إلى المروة، عن المجلة العربية - والطريف هنا أن كتابه الأخير هذا يشي بأن عنده مشروعاً كاملاً لإعادة كتابة تاريخ الأندلس بطريقة تجمع بين الأدب والمعلومة التاريخية..».
o ترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للإعلام المحدودة ط2، 1413هـ 1993م.
o وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ط3، 1415هـ / 1995م.
o ترجم له في (دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) ط1، 1428هـ/ 2007م.