أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
ونائي التَّداني،
كدانِـي التَّنائي،
(بُرومِيثِيُوسُ)، النَّبِيُّ، الضَّلالْ!
و(تِيتانُ) شَعبٌ منَ الأنبياءِ،
بِغَيرِ عُيونٍ،
إلى أَهلِ قَفْرٍ مِنَ الصُّمِّ والبُكْمِ،
يَحترِفونَ اختِصافَ النِّعالْ!
(بُرومِيثِيُوسُ) تَوَهَّمَ لَيلًا:
كأنَّ النَّهارَ سيأتي نَهارًا،
ولم يَدرِ أنَّ اللَّيالي جِبالٌ تَسيلُ جِبالْ!
وأنَّ التَّماسيحَ، مَدًّا وجَزرًا،
تَروحُ بِطانًا،
وتَغدو بِطانًا،
ويَمْسَحُ دَمْعَ الفُراتِ العَظيمَ،
ودِجْلةَ، والنِّيلَ،
نَـهْرُ انتحالْ!
كأنَّ (زِيُوسَ) لهُ مُستشارٌ،
يَظُنُّ اليَمينَ القَصيَّ الشِّمالْ!
بَطِيءَ التَّجَلِّي،
سَريعَ التَّولِّي،
صَحيحَ اللِّسانِ،
عَليلَ الفَعالْ!
فلا مِن خَيالٍ يَصوغُ التُّرابَ
ولا مِن تُرابٍ يُقيمُ الخَيالْ
فلَيتَ (إبِيمِيـثِـيُوسَ) استقلَّ
بخَلقِ النِّساءِ،
وأَشْدَنَ في حَدَقِ المُغْزِلاتِ انهِمالَ الغَزالْ!
(بُرومِيثِيُوسُ) تَوَهَّمَ:
أنَّ النُّسُورَ تَدورُ بِنَصرٍ،
يُصيبُ الهَزائمَ في عُمْرِ (لُقمانِ عادٍ)،
ولم يَدْرِ أنَّ النُّسورَ تَخونُ البَيارِقَ صُبحًا،
فيَحتفلُ البُغْثُ بالنَّصرِ،
في كُلِّ عامٍ،
إلى يَومِ يُبْعَثُ مَن في القُبورِ،
وهُمْ في غُبارِ احتِفالْ!
(بُرومِيثِيُوسُ) جَديدٌ
سيُطفئُ شَمسَ (زِيُوسَ)؛
لِيَبتنيَ الكَهفَ،
أُمًّا ودارًا،
ويُشعِلَ ثَلجَ الشِّتاءِ شُموعًا..
و(قُوقازَ)،
نَجْلَ (تُقَرْمَ بْنِ يافِثَ)، صَيفَ اشتِعالْ!
- أ كانَ (زِيُوسُ) ابنَ بَجْدَةِ هذا الوُجودِ؛
فنامَ ابنُ آدمَ في خَيرِ حالٍ؟
- ... وبالْ!
وظَلَّ الظَّلامُ،
وقَلبُ ابنِ آوَى،
نَعيمَ الفَراديسِ عُمْرَ اللَّيالْ.
- أ تُفَّاحةُ النُّورِ مَحضُ اغتيالْ؟!
- أَتيتَ، (بُرومِيثِيُوسُ)،
لِتُضْرِمَ في كُلِّ بَيتٍ حَريقًا،
وتَغرِسَ في كُلِّ حَقلٍ
جَحيمَ الغِلالْ!
بِنِـيرانِكَ العَبقريَّةِ:
يَأكُلُ لَحمَ أَخيهِ يَتيمٌ،
ويَعبُدُ نارَ المَجُوسِ (لَقِيطٌ)،
ويَغشَى (هِرُوْشِيْمِيَا) وابِلٌ مِن وَبالْ!
بِنِـيرانِكَ العَبقريَّةِ:
كُفَّ الشُّموسُ،
وضاعَ ابنُ ناركَ بَينَ الدُّروبِ،
بِغَيرِ صَباحٍ،
وغَيرِ احتمالِ احتمالْ!
جُنونُكَ أَنْبَتَ في كُلِّ رَأْسٍ قُرونًا،
فيا ثَورُ، قُلْ لي:
إِلامَ المَحاريثُ تَعوِي بِأَرضي ذِئابًا؟
وأَيُّ حَصادٍ حَصَدْنا؟
سِوَى المَوتِ:
جُوعًا،
وخَوفًا،
وسَيفَ اقتتالْ؟!
- (إِثُوْنُ) بِكَبْدِكَ أَولَى،
و(بَنْدُورَةُ) اليَومَ تَحمِلُ فاكِهةَ العارِ،
مِن حَقلِ حِقديَ، مِلءَ السِّلالْ!
وما مِن بَصيصٍ يُؤمَّلُ بَعْدُ،
فحُكَّ السَّماءَ، إذا ما استَطعتَ،
وما مِن (هِرَقْلُ) ستَنجوْ على ساعِدَيهِ الغَداةَ،
وما مِن زَوالْ!
سيَشمَلُ طُوفانيَ الطَّاهِرِينَ بِمائي،
و(دِيْكالِيونَ) و(بِـيْرا)،
ونُوْرَ النِّساءِ، ونارَ الرِّجالْ!
- أ (ثِيْمِيْسُ)، لا تَحلُمينَ؛
فعَصرُ العِرافةِ وَلَّى،
و(هِيْلِينُ) أُمٌّ عَقيمٌ، لِشَعبٍ كقَطْرِ المُحالْ
ومهما صَنَعتمْ خَواتِمَ مِن ذِكرياتٍ،
ستَهْمِي خَواتِـمُكمْ مِن رُعافِ الخَبالْ!
... ... ...
خَريفُ (بُرومِيثِيُوسَ) حَريقٌ،
حَقيقٌ بِأنْ يُوقِظَ النَّارَ في كُلِّ هذا الجَمالْ!
خَريفُ (بُرومِيثِيُوسَ) حَريقٌ،
حَقيقٌ بِأنْ يُوقِظَ النَّارَ في كُلِّ هذا الجَمالْ!
* ينهض النصُّ على أُسطورة (بروميثيوس): سارق النَّار في الميثولوجيا الإغريقيَّة. والأسماء الواردة (تيتان؛ زيوس؛ إبيميثيوس؛ قُوقاز؛ إثون؛ بندورة (=بندورا)؛ هرقل؛ ديكاليون؛ بيرا؛ ثيميس؛ هيلين): تُحيل إلى الشُّخوص القصصيَّة المعروفة في الأُسطورة.