د. حسن بن فهد الهويمل
الشعر جمال، وجلال، أو هو أحدهما،
ولا قيمة له حين يفقدهما، كما في (قصيدة النثر) أو في شعر العهر، والكفر، واستحالة الفهم.
من الأغراض المستهجنة في نظر النقد الحديث (شعر المناسبات) وهي نظرة جائرة، أضرت بالشعر، وكادت تذهب بسلطانه.
فـ(شعر المناسبات) جمع فأوعى، ولاسيما أن (الوحدة الموضوعية) غير متوفرة في هذا الغرض بالذات، ودعك من الوحدة العضوية، وسائر الوحدات.
الشعر العربي شعر مناسبات، حتى قال (طه حسين) ما معناه: الشعراء فرغوا لكيسهم،
و(ابن أبي ربيعة) فرغ لنفسه، لأنه لم يمدح، ولم يتكسَّب.
ومهما بولغ في التحفظ على هذا الغرض فإنه بحق ديوان العرب.
شرفت بالمساهمة في تأليف كتاب:
(الملك عبد العزيز في عيون شعراء أم القرى) و(للأنصاري) كتاب مماثل. وعند استعراض الشعر الذي جمعه وفهرسه مشاركي في التأليف، وقفت على عيون الشعر العربي، في كل أبعاده، وبخاصة بعده الدلالي: حكم، وتجارب، ومواعظ لا حد لها. لقد وازن بين الجمال، والجلال.
واليوم ونحن في لجة الاحتفاء، والاحتفال بـ(اليوم الوطني) أود لو أقيمت دراسات موضوعية، وفنية على ما أبدعه شعراؤنا عن هذه المناسبة الغالية على كل سعودي، بعد أن يُجمع الشعر، ويفهرس.
لقد أبدعت قصائد فيما سُمي من قبل بـ(عيد الجلوس) وأبدعت أخرى بعد تحديد (اليوم الوطني).
أثق أن مثل هذا سيضيف للمشهد الأدبي قيماً أدبية تعزِّز جانب (شعر المناسبات) المهمش من (النقد الحديث).
المناهج النقدية الحديثة أسرعت في التحول من السياقية إلى النسقية.
جاء ذلك في تحول مركز الكون النقدي من الشاعر المنتِج، إلى النص المُنتَج، ومنهما إلى المتلقي.
(اليوم الوطني) استعادة واعية لأمجاد أمة،
في شخص إنسان استثنائي، انشقت عنه صحراء الجزيرة، مهد الحضارة، ومدرج شعراء العصور الذهبية، ومنبت المعلقات.
شاب، شجاع، مقدام، عاد من منفاه لاستعادة ملك آبائه، وأجداده، لا يملك مالاً، ولا سلاحاً، ولا أحلافاً، زاده، ومزاده:
- مشروعية إقدامه، وسمعة آبائه، وأجداده.
لقد أنشأ ملكاً عظيماً من لا شيء، لأنه يحمل من القيم كل شيء.
بعد محاولات ثلاث في أعوام: (1319/1318/1317) وجهاد استمر (30) عاماً. صراعات متعددة الصور، والأشكال استمرت ثلاثة عقود.ولما وضعت الحرب أوزارها جعلت النهاية يوماً وطنياً.
إنه يوم عظيم وضع حداً بين معركتين:
- معركة التكوين.
- ومعركة البناء.
عام 1351هجرية أعلن اسم (المملكة العربية السعودية) وسُمي الحاكم ( ملك المملكة العربية السعودية).أغمد السيف، وجيء بالمطرقة، والسندان، والمنجل، والحراث، والقلم ، والكتاب.
وهو العام الذي اختاره (الملك فيصل) رحمه الله يوماً وطنياً.
هذا اليوم العظيم صنعه مع المؤسس آباؤنا، وأجدادنا، والمحافظة عليه بر بالآباء والأجداد.