تطلب الروح منك السماح
فإن نامت كل الدنيا تحت وشاح الغضب
زانت لي إن حرمتك ذلك الوشاح
أيها الحبيب
يشهد الرحمن أني ما بعمري رضيت لك الحزن
وكلما حزنت نهرت الدنيا في صلواتي
ونهرت الحزن بذاته فأراه بين السجدتين يطلب العفو والرحمة من دعائي
فلا تظن يا حبيبي أني قصدت إغضابك
أو أنني مشيت راضية في سبيل حزنك
لا وربك!
إن حزني يجلس في صدري بوجه أم موسى
ونهر من الدمع يسكن أحشائي كنهر أودعته فيه
يشهد الرحمن أني أشعر بروحي هزيلة حين تحزن
فكيف إن كان الحزن مني
فوربك إني هرمت هذه الليلة مائة عام من الحزن
وها هم من على الأرض بأحزانهم, يعانقني غبار ركضهم حولي بعد أن توسدوا صدري..
إني أغضبتك, بذلك أعترف وأحزنتك فلا بارك الرحمن فيني حين أحزنتك
وإنك بهجرك تعاقب الفؤاد فلا بارك الرحمن في العقاب ولا بالهجر
لكن الفؤاد منك سيحتمل ما لا يطيقه بشر
رغم أنه ينوح في صدري كمن فقدت طفل ورجلا وأم وسند
لكنني أحبك وتشهد جمادات الدنيا قبل البشر
فلك أعتذر
وكل مافيني يطلب منك سماح.
** **
- إيمان الحميّد