ننام على المفارش من حرير
وننسى شدَّةَ اليوم الأخيرِ
ونسرعُ للمغاوي دون وعيٍ
لتحرمَنا من السَّعد الجدير
ويجذبنا البريقُ إليه نسعى
ونتهِّمُ المُحذِّرَ بالشِّرورِ
وإنْ أبدى لنا الإغراءُ وجهاً
أتينا دون عقلٍ أو ضميرِ
فيلقى من يفيدُ النَّاسَ جفواً
بمن يجري غباءً للقشورِ
قليلٌ من يحبُّ الخيرَ فعلاً
فدنيا الغافلين مع الكثيرِ
تؤخِّرُ من سما عن كل دونٍ
لترفعَ عنوةً شأنَ الحقيرِ
تنافسها الرُّعاعُ بلا ارعواءٍ
ليمضوا بالخواء إلى الظُّهورِ
فأضحى مُظلمو الأفكار أعلى
مكاناً من ذوي الفكر المُنيرِ
وأمسى من يُديل الزُّورَ أزكى
من الشَّهمِ المُشعِّ بكلِّ نورِ
فهاجَ الاختلاطُ فزيَّنوه
ليُعلوا فتنةَ السَّعيِ الخطيرِ
وكالوا للملاهي المالَ كيلاً
ودنياهم تَزاحمُ بالفقيرِ
يريدون الحضارةَ وهيَ ضدٌّ
لخطْواتٍ تعقُّ خُطى النَّذيرِ
ويرجون الصَّدارةَ وهيَ حرْبٌ
لمن ينسون ضمَّاتِ القبورِ
إلهي يا إلهي أنرْ قلوباً
لتتركَ كل شرٍّ مستطيرِ
لنسعى للتقدُّمِ في ثباتٍ
عزيزٍ رادعٍ كيدَ الكفورِ
وكنْ عوناً لنا لنسير وفْقاً
لهديِكَ في العسير وفي اليسيرِ
ودمّرْ من يكنُّ لنا عداءً
فكمْ عانى الشكيُّ من الغرورِ
تأبْلَسَ من ذوي الأحقادِ ناسٌ
جميلُهمُ أذى المُعطي الوقورِ
إذا مُدَّتْ يدٌ -منهم- تلاقي
جحوداً للصِّغير وللكبيرِ
وغدراً قد يفوق الغدرَ وصفاً
وحقداً زاد عن سعةِ الصُّدورِ
إلى الأعرابِ ينتسبون لكنْ
تعرُّبُهمْ يموتُ مع الجذورِ
فهمْ أذنابُ طاغٍ لا يصافي
سوى الأنذالِ في كلِّ العصورِ
ولم يُرْدَعْ إذا ما جار إلاَّ
بطعْنٍ في الصُّدور وفي النُّحورِ
سيلقى إنْ تمادى بأسَ قومٍ
وإعداداً يكرُّ بلا فتورِ
لنا التأريخُ يشهدُ وهُوَ أدرى
بأنَّا لا نهابُ سوى النُّشورِ
لأهل الخير جولاتٌ عظامٌ
تبيدُ شرور عادٍ بالنَّصيرِ
فلا يطمعْ عدوٌّ في عبادٍ
على نهجٍ تنزّلَ من قديرِ
يعزُّ ذويه في الدنيا ويحمي
وفي الأخرى لهم أزكى بشيرِ
** **
- شعر/ منصور محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com