تُضِيءُ أرَقَّ مِنْ مَعْنَى!
وأَسْمَى مِنْ تَلَقِّيهِ!
أَوَرْدٌ أَنْتِ، أَمْ عِطْرٌ،
تَنَسَّكَ وَرْدُهُ فيهِ؟!
ونورٌ أنتِ، أم نارٌ؟!
كَأَنَّكِ مَحْضُ تَنْزِيهِ!
وعَقْلٌ أنتِ، أم روحٌ،
تُخَصِّبُهُ وتَهْديهِ؟!
وأدنى أنتِ؛ بلْ أَنأى
مِن المَسْعى وساعيهِ!
وألْطَفُ من خُطَى نَفَسٍ!
وأَغْلى مِن مَجاريهِ!
ومِن خُلُقٍ، ومِنْ أَلَقٍ،
سَرَى اسمُكِ، في مُناجيهِ!
ومِنْ عَبَقٍ، ومِن قَبَسٍ،
وُرودُكِ، في معانيهِ!
وأنقى من نَقِيِّ المُزْنِ
طيفُكَ، في أمانيهِ!
وأطيبُ مِن عَتِيقِ العودِ
ذكرُكِ، ذاعَ عَن فيهِ!
كَتَبْتُ الشعرَ، لا للشعرِ،
لَكِنْ.. كَيْ تُلاقِيهِ!
أَذَبْتُ الروحَ في شَطْرَيْهِ؛
عَلَّكِ أَنْ تُـزَكِّيهِ!
فما حَرْفي سِوى لَهَفٍ
يُفتِّشُ عَنْكِ في التِّيهِ!
وغِبْتِ، وهل غِيابُ الشمسِ
إلا وَهْمُ تَشبيهِ؟!
أنا مَنْ غابَ في داجٍ
تَعَثَّرَ في أَمانِيهِ!
وأنتِ النورُ، يَعْمى القلبُ
عنه، بالذي فيهِ!
يُغَشِّي الليلُ إِبصاري
أَمِيطِيهِ! أَمِيطِيهِ!
ووَافِي، يا قميصَ النورِ،
مُضْنَى الشوقِ، وَافيهِ!
فعَصْري مُطْفَأٌ صادٍ
تُساقيهِ دياجيهِ!
كلَمْحِ الضوءِ، مُسْتَبِقٌ،
ولا أنوارَ تَهْديهِ!
تَوَغَّلَ، والمَدى أعمى،
تَغَوَّلَ بُؤْسُه فيهِ!
أَنيريني! أنيريني!
أَنيريهِ! أَنيريهِ!
** **
درب التبانة، الأرض، 2020م
- شعر/ تركي الزميلي