ميسون أبو بكر
السعوديون منذ انطلاق مشروع الرؤية وهم في همّتهم صاعدون نحو القمة، هم عماد الرؤية وساعدها القوي، وأنا التي أعيش في المملكة منذ ثلاثين عاما أشعر بكل ما طرأ من تغيير وبالسعودية الجديدة التي نعيش اليوم أجمل عصورها.
وطن أخضر يحتفي هذه الأيام بتسعين عاما منذ تأسيسه، غدا مركز إشعاع كما تنبأ ملوكه قبل عشرات من السنوات، والمملكة اليوم تحتل قلب العالم وتتطلع لها المراكز السياسية العالمية، وهي جزء مهم من الاقتصاد العالمي الذي يتكئ عليها ويتغير بمتغيراتها.
السعوديون الذين يشعرون في كل يوم وكل إنجاز بقيمة وطنهم العالية ومواطنتهم العميقة لهم اليوم فرحة مضاعفة في احتفالهم باليوم الوطني التسعين؛ يسارعون للمجد والعلياء، ويرفعون الخفاق أخضر، ويلونون حياتهم بالأخضر كما مواسم فرحهم، وصباحاتهم وأكواب قهوتهم وتفاصيلهم الكبيرة والصغيرة وقصائدهم وشيلاتهم.
اللون الأخضر اليوم تعدى أن يكون لون النخل رمز بلادهم، ولون واحاتها الخضراء وطحالب البحر التي تكسبه خضرة رائقة قد تطغى على اللازورد، بل أصبح خارطة القلب ووطن بمساحة قارة تشرئب له الأبصار وتهفو الأفئدة.
مشاعري قد لا تسعها اللغة، وقد تعجز الكلمات أن تفصّل لها ما يليق بدفقها، لكن هذا الوطن حفر بذهب أخضر على شغاف القلب اسمه ومكانته، فغدوت في مجرّته هائمة كتلك الكواكب التي تحفظ الجاذبية استمرارها في المجرة.
سأتذكر ما حييت كيف ربوت على هذه الأرض كشيحها، وكيف زهت أشواقي لها كدانات خليجها، وكيف يكبر عشقها داخلي كلما اتسعت مدنها وقلبت بصري بالأفق أتهجى كائناتها التي كبرت معها، وريحها التي أرافقها كلما هزّت بيت قصائدي.
حمى الله مملكتنا الغالية فهي قلب عالمنا العربي والإسلامي وأمننا واطمئنانا، وكل عام وأنت بخير يا وطن.