زكية إبراهيم الحجي
عظمة الأمم تُقاس بما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع وليس بالشعارات وأدبيات التنظير المختلفة.. وبحق تعتبر المملكة العربية السعودية متفرِّدة في هذا الشأن بين نظيراتها من الدول المتقدِّمة في تطورها التنموي.. فقد قيَّض الله سبحانه وتعالى لهذا الوطن الغالي قادةً مخلصين من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- حملوا على عاتقهم آمال الشعب السعودي وواصلوا دفع مسيرة البناء والتقدم والرقي وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة منتجة ومصدرة ما أذهل كل مراقب ودارس ومتابع لماضي وحاضر هذه البلاد.. فالماضي الذي تمتع بسحر طبيعي وعبق فريد رغم قسوة العيش وصعوبة الحياة يبقى قصة خالدة تحكي كفاح آباء وأجداد برَّوا بأرضهم وضحوا بأرواحهم على ثراها كي يهبوا أجيال الحاضر مَعيِّناً ينضح عظة وعبرة.. ومن معطيات الحاضر القائم تنبلج نظرة استشراف مستقبل الأجيال وطن عظيم يسري في عروق حاضره دمُ ماضٍ يحكي ملحمة كفاح ونضال لمؤسس كيان دولة واسعة الأرجاء مترامية الأطراف.. الملك عبد العزيز طيَّب الله ثراه.. وطنٌ عظيم يرنو إلى المجد والعلياء مضى في مسيرة مباركة منذ اللحظة التي تأسس فيها ونجح في أن يعيش نماءً وتطوراً ورفعةً وذلك على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية.. الاجتماعية والتعليمية.. الصحية والثقافية خلال كل عهد من عهود أبناء مؤسس هذا الكيان -طيَّب الله ثراه- والذين تعاقبوا على قيادة المسيرة.. واليوم يقود الملك سلمان بن عبد العزيز -أطال الله عمره- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عجلة البناء والتطور في وطن يسابق الزمن ليحتل مركز الصدارة إقليمياً ودولياً.
عهد ميمون تشهد فيه المملكة العربية السعودية رخاءً وتقدماً ملموساً في جميع مؤشرات التنمية البشرية مثل مستوى المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية والأحوال البيئية وجميع إمكانيات التنمية الشاملة.. فقد كانت رؤية 2030 مفتاحاً لمرحلة جديدة من البناء والعمل الجاد فتحققت على أرض الواقع الكثير من الإنجازات الفريدة وغير المتوقَّعة وخلال فترة وجيزة.
إن ما تمثِّله قوة المملكة العربية السعودية وطاقتها البشرية ومساراتها الاقتصادية في هذا العهد جعل منها قوةً اقتصاديةً عالميةً ونموذجاً فريداً في التحول الاقتصادي رغم كل التحديات التي واجهتها ما لفت أنظار العالم إلى هذه الدولة التي عيَّروها بالخيمة والجمل ونعتوها بالجهل والتخلّف.. وبعيداً عن التحول الاقتصادي المبهر الذي شهدته السعودية لا بد من الإشارة إلى الدور العظيم الذي لعبته ضد الإرهاب والإرهاب الطائفي الذي تتزعمه إيران. نعم، هذه هي السعودية العظمى التي جعلت العالم يقف مذهولاً أمام تطورها السريع وتحقيق إنجازات غير مسبوقة نافست إنجازات كثير من الدول المتقدمة، بل تفوَّقت عليها في بعضها وكانت فخراً لجميع أبنائها فإلى الأمام أيها الوطن الغالي.