واس - جدة:
تمثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نقطة تحوُّل في التنمية الوطنية للمملكة كونها أحد المشاريع الاستراتيجية لأول مدينة من نوعها تطوَّر وتموَّل وتشغَّل عن طريق القطاع الخاص بطابع اقتصادي ونمط حياة عصري، يراعي مختلف مقومات جودة الحياة الأساسية ببنية تحتية متقدمة، وبطريقة تضمن استدامة الخدمات والمرافق العامة وفاعلية أدائها.
وتتماشى المدينة، التي أُعلن إنشائها عام 2005م في محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة بهدف وضع المملكة من بين دول العالم الأكثر جذبًا وتنافسية للاستثمار، مع مراحل التطوير المختلفة للمدينة عبر السنين، ومواكبة التوجُّه نحو تعزيز مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص تحفيزًا لتطوير القطاعات الحيوية المختلفة.
وركزت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على تعزيز جهودها لتحقيق أهداف الخطة العشرية الجديدة للمدينة التي تعد أساسية في مسيرة تطويرها؛ إذ أصبحت المدينة محورًا رئيسًا في تطوير البنية التحتية في القطاعات الاستراتيجية التي ترتكز عليها لتعزيز مكانتها كرافد للاقتصاد الوطني بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وهي: الخدمات اللوجستية والصناعة، وجودة الحياة والإسكان، والسياحة والترفيه، إضافة لتمكين قطاع الأعمال وتنمية الكفاءات البشرية.
وشهدت المدينة هذا العام 2020م توقيع العديد من الاتفاقيات، وإنجاز مشاريع عدة بشراكة استراتيجية مع شركائها في النجاح من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، وذلك بالتناغم مع ما تعيشه المدينة من نمو متسارع في قطاعات الخدمات اللوجستية والصناعية وريادة الأعمال ابتداء من تدشين ميناء الملك عبدالله مطلع العام المنصرم، وصولاً إلى جذب الاستثمارات والشركات الوطنية والإقليمية والعالمية في قطاعات مختلفة نوعية إلى الوادي الصناعي الذي يتميز بارتباطه المباشر بميناء الملك عبدالله وشبكة الطرق الوطنية السريعة.
وحظيت المدينة بالريادة في إنشاء كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وتعد أول مؤسسة أكاديمية بحثية متخصصة في الشرق الأوسط بالتعاون مع كلية بابسون العالمية المتخصصة في مجال ريادة الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصدت أولى ثمارها هذا العام بتخريج الدفعة الأولى من ماجستير إدارة الأعمال، كما تم تدشين مجمع ريادة الأعمال لاستقطاب وتمكين رواد الأعمال بحوافز وتسهيلات نوعية.
وتركز المدينة على الازدهار والاستدامة من خلال استشراف مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي دعمت الاستراتيجية التشغيلية للمدينة ضمن خطة تهدف إلى تعزيز قطاعاتها الاستراتيجية؛ إذ حرصت المدينة لما يمثله برنامج جودة الحياة من أهمية قصوى على توفير حلول سكنية متنوعة، تناسب شرائح المجتمع كافة؛ لتلبي جميع متطلبات الحياة العائلية والمتطلعين إلى العيش بأسلوب حياة مميز، إضافة إلى الشراكة مع جهات تمويلية لتقديم الحلول السكنية الميسرة للمواطنين ابتداء من سكن موظفي المصانع، وانتهاء بأرقى الفلل والوحدات السكنية الراقية على شاطئ البحر الأحمر، بالتعاون مع شركائها من القطاعَين العام والخاص لاستقطاب مزيد من الاستثمارات الناشئة والنوعية بمحفزات استثمارية تنافسية؛ وذلك لوجود البيئة المناسبة والبنية التحتية المتقدمة.
وتجذب المدينة مرتاديها بكورنيشها الساحر الذي يلتف حوله مرسى بحري، يحوي ناديًا لليخوت، إضافة لانتشار المباني بهذه المنطقة المستوحى عمارتها من لمسات العمارة الإسلامية العريقة. كما تحوي المدنية المنطقة التعليمية المشتملة على مدارس للمراحل التعليمية كافة، إلى جانب الكليات والمعاهد ومراكز الأبحاث المجهزة بالكامل. وكل ذلك على أعلى طراز.
واستطاعت المدينة بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - جذب أنظار العالم نحوها كوجهة ترفيهية وسياحية ورياضية، يسهل الوصول إليها في الوقت الذي تولي فيه المدينة اهتمامها الخاص بهذا القطاع لتصبح الوجهة السياحية العصرية الصاعدة على البحر الأحمر، وتلبية الطلب المتنامي على السياحة والترفيه داخل المملكة.
وتعمل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على إثراء القطاع السياحي السعودي عبر ثلاثة مسارات، تتمثل في المشاريع الترفيهية والسياحية التي تستهدف العائلات، والرياضات العالمية، والفعاليات والأنشطة؛ إذ أطلقت مؤخرًا مبادرة «تنفس التركواز» ضمن موسم صيف السعودية «تنفس» الذي شهد حضورًا لافتًا، فاق التوقعات، واستمرارها في استضافة البطولة السعودية الدولية للجولف للرجال والسيدات التي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة في الرياضات العالمية.
ويقدر إجمالي ما استُثمر في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية منذ إطلاقها بـ52 مليار ريال، كان النصيب الأكبر لمشاريع البنية التحتية والمواصلات، بما في ذلك محطة قطار الحرمين التي تربط المدينة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك ميناء الملك عبدالله الذي أسهم في زيادة الطاقة اللوجستية في المملكة بخمسة ملايين حاوية.
وستشهد المدينة في المرحلة القادمة العديد من المشاريع الجديدة الحيوية، التي ستسهم بدورها في تحسين النتائج المالية لشركة إعمار المدينة الاقتصادية وقيمة العقارات والأصول في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.