واس - الرياض:
اتخذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- «قصر المربع» مقرًّا لإقامته، ومركزًا لإدارة شؤون الحكم، وتصريف أمور الدولة، إلى جانب قصر الحكم.
وتعود قصة القصر إلى خمسينيات القرن الرابع عشر الهجري، حينما أرادت مدينة الرياض القديمة المحاطة بأسوار عتيدة ذات أبواب خمسة أن تتنفس الصعداء خارج أسوارها بعد أن ضاقت مساحتها في استيعاب حركة التوسع العمراني والبشري للمدينة بسبب توافد سكان مناطق المملكة المختلفة للإقامة فيها، فوجَّه الملك عبد العزيز -رحمه الله- عام 1355هـ بالشروع في بناء مجمع من القصور ضمن سور واحد خارج الرياض، سُمي بقصور المربع. وتتضمن إحدى وحدات هذا المجمع ديوان الملك عبد العزيز «قصر المربع» الموجود حاليًا. ولم تكن فكرة بناء قصور المربع خارج الرياض الأولى في تاريخ الدولة السعودية التي نمت وكبرت في فترة زمنية قصيرة، بل سبقها بناء قصر «عتيقة» للأمير محمد بن عبد الرحمن، وقصر «الشمسية» للأمير سعود الكبير، في حين تزامن بناء قصور المربع مع إنشاء قصور أخرى، مثل: قصر «البديعة» الذي خصص لاستضافة كبار الزوار والشخصيات المهمة للدولة.
وشُيدت قصور المربع -حسبما ذكرت دارة الملك عبد العزيز- على أرض يطلق عليها «مربع آل سفيان»، وهي أرض خصبة مستوية، تُزرع في مواسم الأمطار، وتحيط بها بساتين الفوطة والحوطة من الجنوب، ووادي البطحاء من الشرق، ووادي أبو رفيع من الغرب، وبعض المرتفعات البسيطة من الشمال، وتبعد قرابة الكيلومترين عن مدينة الرياض القديمة، في حين استخدم في تصميم عمارة هذه القصور «اللبن، والحجارة المحلية، وجذوع الأثل، وجريد النخل».
ورصدت الدارة المراحل المهمة من تاريخ المملكة بعد انتقال الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى قصر المربع في عام 1357هـ الموافق 1938م مع أسرته؛ إذ استضاف عددًا من ملوك الدول العربية والإسلامية ورؤسائها، وشهد أحداثًا رئيسية وقرارات ملكية في تاريخ البلاد، كإنشاء وزارة الدفاع، والإذاعة السعودية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وإصدار العملة السعودية، والمدارس النظامية، وإنشاء السكة الحديد بين الرياض والدمام، وظهور النفط بكميات تجارية، إضافة لإصدار بعض الأنظمة كنظام البرق، والطرق والمباني، والتقاعد، والعمل والعمال، والغرف التجارية وجوازات السفر.