فرحان العنزي
بدأت الرحلة من الكويت وتكللت بفتح عظيم في الرياض، ومنذ تلك اللحظة والخير يزداد يوماً بعد يوم، لقد وضع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أساساً وفكراً راسخاً لتنمية هذا الوطن، وقد حرص على تأكيد السعي الحثيث في تقديم كافة المقومات الأساسية لتنمية الوطن ابتداء من انتشار التعليم ومحو الأمية وازدهار الصناعة وتطور الطب وبناء الطرقات لربط أطراف المملكة المترامية ببعضها البعض وتم توطين التقنية وتطويرها، وهكذا توالت الجهود حتى تحققت كافة الأمور الأساسية إلى أن أصبحت بلادنا مضرباً للمثل في الأمن والأمان والاستقرار والتطور في كافة المجالات.
وانطلاقاً من هذه الأسس التي وضعها المؤسس فقد حرص أبناء الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من بعده على تركيز جهودهم وتسخير كافة الإمكانيات من أجل تنمية الوطن والسير على النهج الذي رسمه لهم، وجعلوا من المستحيل ممكناً ومن الصعاب طريقاً سهلاً ممهداً لتحقيق الهدف وبلوغ الغاية، وقد حققت هذه الأسس الثابتة والدعائم الراسخة التطور والتنمية في شتى المجالات، فمظاهر النمو والتطور في بلادنا كثيرة، وما تزال القافلة تواصل المضي قدماً بهمة عالية لا تعرف للطموح حداً حتى تصل القمة «همة حتى القمة».
إن ما تعيشه بلادنا ولله الحمد من استقرار سياسي وأمن اجتماعي أعطى المواطن القناعة الذاتية بالرغبة في استمرار البناء ومواصلة السير دون انقطاع، لقد بذلت الدولة الغالي والنفيس لتأسيس البنية التحتية والمرافق الأساسية وكافة الخدمات الضرورية لجودة الحياة للمواطن ثقة منها في قدراته وحبه للتطور وطموحه اللامحدود، وكان المقابل المشاركة الفعالة من المواطن في الحرص والعطاء والولاء والوفاء لقيادة وتراب هذا الوطن المعطاء.
وها هي المملكة العربية السعودية اليوم تتبوأ مكانتها المرموقة إقليمياً ودولياً نتيجة لما حققته من إنجازات تفوق الخيال، حيث تشهد المملكة رخاء وتقدماً في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية معتمدة على نهج رسم الخطط المستقبلية والتطويرية في جميع الاتجاهات سعياً للحاق بمصاف الدول العظمى ويتمثل ذلك في رؤية المملكة 2030، والتي تهدف بأن تكون المملكة العربية السعودية نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة.
تسعون عاماً توالت فيها الإنجازات والنمو والتطور وشهدت قفزات نوعية في كافة المجالات جعلت المملكة العربية السعودية من صحراء قاحلة إلى مدن كبيرة تتباهى بناطحات السحاب والمشاريع الكبيرة التي تجذب المستثمرين من شتى العالم، لم تكن تلك الإنجازات إلا مخرجات لتخطيط بعيد المدى ورؤية شاملة بعيدة المدى لتنمية الوطن والنهوض به لأعلى القمم.
وفي كل عام نحتفل بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، ونحتفل اليوم بـ«اليوم الوطني 90 « لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وهذا الاحتفال الذي يعزز من فقه الانتماء والمواطنة والوفاء لهذا البلد العظيم لدى الكبير والصغير، وتقديم كل الجهود لرفعة هذا الوطن والمشاركة بجميع تفاصيله، فحبه فطرة في أعماقنا مزروع منذ الصغر في قلوبنا، ونعمل كلنا لتحلق رايته عالياً بين الرايات العالمية العظمى «فوق هام السحب».