يسطر التاريخ ذكرى التسعين لتأسيس المملكة العربية السعودية، فيتذكر العالم مجدداً قائد البطولات الأول المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فذكرى اليوم الوطني لا زالت تؤكد لنا بل للعالم أجمع أنه قال فصدق، وعد فأوفى حينما ردد -رحمه الله- «سأجعل منكم شعبًا عظيمًا وستستمتعون برفاهية هي أكبر بكثير من تلك التي عرفها أجدادكم».
فإن مسيرة التسعين عامًا لم تكن عابرة تمضي بها الأيام وحسب وإنما تعددت بها إنجازات وصروح، فما كانت راية وطن الشموخ إلا خفاقه للأفق البعيد، وكلنا نردد «الله أكبر، الله أكبر يا موطني، فقد عشت فعلاً فخراً للمسلمين».
رحل المؤسس وبات الوطن في أيدٍ أمينة وقيادة رجال أوفياء حتى أصبح لأرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة، والمحافل العالمية حضور وتأثير ومكانة وشموخ، وهذا بفضل من الله ثم المضي على وصية ونهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى جاء عصر الملك سعود -رحمه الله- الذي نشر فيه التعليم بكل مجالاته وافتتح أول جامعة بالجزيرة العربية، وما كان لعصر الملك فيصل -رحمه الله- إلا مرحلة للتطور والتقدم في الصحة والعمرانية، واستمر عهد الملك خالد -رحمه الله - على الدرب فأسهم برقي النهضة الحضارية في شتى المرافق، وأكمل الملك فهد -رحمه الله- المسيرة فجاءت عدد من الوزارات، فشهد العالم الإسلامي عصراً جديداً للدعوة والحضارة الإسلامية، فما كان عهد الملك عبدالله -رحمه الله- إلا تحقيق المزيد من الإنجازات ومضاعفة الأرقام فشيدت في عصره الجامعات والمدن الاقتصادية ومراكز المعرفة، وهنا اليوم نحن في ظل عصر الملك سلمان -حفظه الله- نلهم العالم برؤيتنا، نتسابق مع الوقت لنجعل عمق المسيرة أبعد من تفاصيل تكتبها الأساطير، فنحن اليوم في ظل قيادة واعدة عملها الدؤوب لا يتوقف والإنجازات فيها لا تنتهي اليوم ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وبتوجيهاته يجد الشباب نموذجًا يجدد فيهم شغف الوصول، فبيد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- نعمل إلى أفق جديد عنان السماء طموحنا فيها أقوياء بتماسكنا ولنا فيه همة لا تنكسر تمامًا كجبل طويق.
فعندما نتحدث عن المملكة العربية السعودية يجب أن لا تنتهي الحكاية، فهنا أرض الحرمين التي أولت اهتمامًا عاليًا لقبلة الإسلام والمسلمين، ويد العون لا زالت ممدودة للوطن العربي أجمع، ونحن اليوم نحتفل بذكرى اليوم الوطني التسعين في وسط أزمة جائحة فيروس كورنا كان حفلنا العظيم هو فخرنا في ما ولت لنا الحكومة من اهتمام واسع للمواطن والمقيم وباتت محفورة في قلوبنا «أن سلامة المواطن والمقيم أولاً»، فشهدنا مواقف عظيمة لحماية سكانها فيما بذلت المليارات من أجل أن تحقيق السلامة أولاً.
وبينما تنشغل أغلب دول العالم اليوم لتوحيد صفوفهم يمضي الوطن اليوم قدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ينعم بها شعبه. المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- لم يترك لنا وطناً تحفه المخاطر والعنصرية والطائفية، إنما ترك لنا واحة من الأمن والاستقرار والتماسك والنمو والالتفاف بأيدٍ أمينة منذ عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- والآن عهد سلمان الحزم، وعلينا أن نكون أوفياء بالحفاظ على أرضنا وطاعة ولي أمرنا الملك سلمان وسمو ولي عهده -وفقهما الله. فالوطن كلمة واحدة ولكنه مساحة كبيرة وحدها المؤسس على الحق والحكم العادل، سائلين الله للوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار.
** **
- موضي بنت سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز