اليوم الوطني السعودي يحكي (90) عامًا من المجد والعطاء، وذكرى توحيد بلادنا الغالية، وذكرى عزيزة علينا جميعًا. اليوم الوطني هو يوم مجيد من أيام التاريخ والبطولة والتضحية، من خلاله نستفيد الدروس والعبر، ونتذكر ماضينا المجيد، ونعتز بحاضرنا الجميل. اليوم الوطني هو نقطة البدء والانطلاقة لفارس عظيم، هو القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - فخر التاريخ، ورمز الأصالة العربية، وباني حضارة السعودية. إن يوم الوطن ليس مجرد ذكرى وطنية تنتهي بانتهاء الحدث، أو بانتهاء اليوم، أو بانتهاء ساعاته ودقائقه وثوانيه.. بل هو عمل مستدام، يعزز النماء والازدهار، ويرسخ معاني الولاء والانتماء والاعتزاز.
الاحتفاء باليوم الوطني ما هو إلا حكاية تروي الانتماء في أجمل رواية وطنية. يوم الوطن ليس كلمة مختزلة بل هي ذات معانٍ فياضة، ومنابع رقراقة.. ولكن وطننا بالذات هذه الكلمة لا تكفيه؛ فكل أيامنا هو يوم وطن. وطني أفضل بقاع العالم وأندرها وأفخرها بمعانيه وبمعالمه.. فكيف لنا أن نختزلها في يوم واحد. فمن منا لا يحن لمسقط رأسه؟ ومن منا لا يهفو إذا مرّ على قرية رُبّي بها؟ ومن منا لا تسابقه العبرات إذا ما غاب عنها وعاد إليها، يكاد يخر ساجدًا لله، ومقبِّلاً ثراها الغالي على قلبه. وما ذاك بغريب؛ فوطننا له مآثر كثيرة، أولها أن سيد الخلق أجمعين قد وُلد وعاش على هذا الوطن الغالي، وقد نزل عليه الوحي به، ومن بعده الخلفاء الراشدون جميعهم، وُلدوا وعاشوا على أرضه المباركة. وما بالنا لا نفخر وبه قِبلة المسلمين. فأي وطن له مآثره؟ وأي وطن به قدسيته؟ فهو أرض الرسالة ومنبعها، وهو أرض الطهر والنخوة والكرم.. وكما قال قائل: «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه».
فالوطن كحضن أم دافئ حنون، وكظهر أب يصارع المصاعب ليوصلك للمعالي، وكأخ تستند إليه كلما أحسست بالتواني، وكقلب أخت يضفي عليك ظلالها. حب الوطن ليس كلمات نرددها، وليس شعارات نرفعها، ولكن انتماء المرء لوطنه بالأفعال والأقوال والاعتزاز والولاء والفخر بالانتساب لهذا الوطن وطاعة لولي الأمر. الوطن امتداد لحياة الإنسان العاطفية والروحية والفكرية والعقلية. عشنا وتربينا وتلقينا تعليمنا ونشأت فيه أرواحنا على حب الوطن.. وتبقى في كل زمان ومكان يسجلها ويسطرها التاريخ. فالشعور والإحساس والعلاقة الإيجابية تحقق الارتباط القوي بين الفرد ووطنه، ويسعى إلى ترجمة كل ذلك على أرض الواقع، من خلال المحافظة على مصالحه، والتفاعل مع الأحداث الإيجابية في البناء، وتعزيز الحس الأمني، والبذل والعطاء والتضحية من أجله، وحمايته، والدفاع عنه.
**
- الريم محمد