يحقُّ لنا في المملكة العربية السعودية أن نحتفي بالمؤسِّس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ونزهو بوطننا والمنجزات التي حققتها قيادتنا الرشيدة، والأسباب الموجبة لذلك عديدة وكثيرة، و»همة حتى القمة» هو كشف بما تم تقديمه وما سنستمر على تقديمه أفراداً ومؤسسات وشركات لنجعل من اليوم الوطني أيام فخر واعتزاز على مدار العام، ونجعل «يوم عبدالعزيز» برنامجاً سنوياً من احتفالات الوفاء والتقدير والإنجاز والاستدامة.
هذا هو تعريف المواطنة الذي يشكِّل اللغز الذي امتلكه «أبناء عبدالعزيز» المؤتمنون على رسالة توحيد الوطن: عطاء وتضحية وفداءً متبادل، والذي أغنوا به إرثنا الوطني بالمنافسة على الوفاء، ورفعوا من خلاله بنيان هذا الوطن وهو يواصل تبوؤه لمواقع الصدارة العالمية في قوائم الإنجاز والريادة، وفي شراكات التنمية والاستقرار والخير والعطاء.
في مثل هذه الأيام المجيدة قبل90 عاماً، رفع المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه - راية توحيد الوطن ودستوره الذي تلاحم عليها الآباء الشجعان، لإقامة وطن صانه وحماه الأبناء الأوفياء، وجعلوه نموذجاً لا مثيل له على المستوى العربي والإقليمي والدولي في الهيبة والمنعة والأمان والموثوقية، وفي رسائل والعطاء التي تتصل بالقيادات الشبابية والنسائية وبالحكم الرشيد وتحسين الحياة وتجويدها والابتكار والسبق في تحقيق الإنجازات على الأرض وفي الفضاء.
جميل أن نستذكر سوياً كل ذلك، في اليوم الوطني العتيد الـ 90 الذي يزدهي بـ «همة حتى القمة»، فيتشكّل منهما سرور غامر يفيض بالوفاء والعرفان، وبالروح المتوحّدة الوطنية التي تتجلى بالترابط، والتي تحكي أرفع لغات التكاتف والثقة المتبادلة بين قيادة الوطن وشعبه، وهي تسمو في إخلاصها إلى حدّ الفداء بالنفس والمال.
وجميل أيضاً أن نستذكر سوياً حجم التحديات التي واجهها الآباء المؤسسون، ليثبِّتوا ركائز وطن يمتلك البُنى الرئيسية الصلبة ويقيم من فوقه مؤسسات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية وتعليمية وخدماتية تكرّس السعادة والعطاء، وتأهيل أجيال المستقبل واستدامة التنمية برؤى وأفكار واستراتيجيات مبرمجة زمنياً، ومخطَّطة لأهداف رقمية ونوايا بالإنجاز الذي يعطي ديمومة الأمن والاستقرار والازدهار.
إن التحديات الجسيمة التي واجهها واستطاع الآباء المؤسسون التغلب عليها، لها أمثالها من التحديات التي يرتقي بها بكل ثقة واقتدار «أبناء عبدالعزيز» المؤتمنون على رسالة الإنجاز وريادة التنمية والاستقرار والرخاء.
جميلة ومباركة هي مشاعر الفخر التي تملأ القلوب والوجوه في هذه الاحتفاليات الشعبية والرسمية باليوم الوطني الـ 90 وبإرث عبدالعزيز وبـ «همة حتى القمة»، وبتمجيد الوفاء والشهادة لإدامة هذا العز السعودي الذي أصبح على أهدابنا كحلاً.
ويتضاعف الجمال والحسن والروعة ويستديم في اليوم الوطني الـ90 عندما نتذكّر أن كل ذلك لم يكن ليتحقق إلا بروح الإصرار العالي والتحدي الفائق التي تحرّك بها «أبناء عبدالعزيز» لحماية الإرث المتألق بما يستحقه من البُنى التحتية والمرافق الخدمية والمؤسسات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وبالشراكات الاستراتيجية الدولية التي هي بحاجة كلها جمعاء، أفراداً ومؤسسات وشركات، أن نسندها بكشوفات أداء ذاتية تحقق الوفاء للمؤسس عبدالعزيز واليوم الوطني ورسالة وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية)، وأبناء عبدالعزيز الذين نهضوا بالرسالة التي أئتمنوا عليها ومجَّدوا الشهادة في سبيل الدفاع عنها.
نعم، هذا هو عبدالعزيز، وهذه هي المملكة العربية السعودية.. وهذا ما قدّمناه وسنظل نقدمه لعبدالعزيز وللمملكة العربية السعودية.
نسأل الله تعالى مخلصين، أن يرحم الموحد عبدالعزيز وأبناءه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وأن يمدّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعونه وتوفيقه، ويلبسه ثوب الصحة الدائم، وأن يوفق سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لكل ما فيه تطور هذا الوطن وازدهاره.
** **
ياسر بن عبدالله آل شملان - مدير مستشفى وادي الدواسر