في ذكرى التسعين عاماً على توحيد بلادنا، فهي مناسبة غالية علينا جميعاً. نستذكر؛ لا بل نستلهم، جهد الأجداد والأباء على ما قدموه من تضيحات وتفانٍ في مواجهة الكثير من التحديات التي مرّت عليهم وعلى بلادنا، لكنهم ثابروا وصمدوا وتحلوا بالصبر والعزيمة والإرادة إلى أن توحدت بلادنا المباركة -حماها الله من كل شر ومكروه- تحت راية التوحيد، وعلى قلب رجل واحد، ذاك القائد والباني الهمام لهذا الكيان العظيم، المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ورجاله الأبطال، ونحن مازلنا على عهد ونهج أسلافنا الصالحين المصلحين على مواصلة المسيرة، في بناء الإنسان والحضارة والتقدم المزدهر الذي نشهده اليوم، وما زلنا نتطلع إلى مستقبل هذا الوطن غداً في حث الأبناء عليها وعلى بذل المزيد من الاجتهاد في سبيل العلم والمعرفة والعمل.
فنحن ولله الحمد، وله الفضل والمنة ننعم في يومنا الحاضر تحت ظلكم الميمون بنعمة الأمن والأمان، ومما شاهدنا وإلتمسنا من واقع وأثر هذه الجهود -أدامها الله علينا- من حفظ الأعراض، والحقوق، وذلك في تطبيق العدل على كل من تجاوز الحرمات أو بغى على الحدود أو أساء إلى فرد أو أكل مال أحد، كما جاءت ونصت به شريعة الإسلام في كتاب الله ونهج نبيه المصطفى -عليه أفضل الصلاة والسلام-، فعلى هذا توحدت البلاد، وعلى هذا قام دستور ونظام الحكم الأساسي في المملكة العربية السعودية.
ومما شاهدناه والتمسناه أيضاً في عهدكم الأغر، رؤيتكم المباركة في مستقبل بلادنا، وما حوتها من خطط استراتيجية، وبرامج تطويرية، ومشاريع تنفيذية ساهمت في احتواء عقول وطاقات أبنائكم وبناتكم، مما ضاعفت عجلة المسيرة، وعززت في سرعة النهضة والتنمية غير المسبوقة في مسيرة هذه البلاد، بدعمكم السخي وثقتكم العالية في شباب الوطن، وذلك من خلال تمكينهم في شتى المجالات والقطاعات، إما في مراكز قيادية أو مراتب إدارية أو القيام بتنفيذ مشاريع الوطن، فهم الذين أثبتوا حسن ظنكم بعد أن تشرفوا بدعمكم، ولكم دائماً نظرتكم الثاقبة، وبصيرتكم الحكيمة، وقراراتكم الراشدة، وهذا ما أثبتته لنا الأيام والسنين.
أدام الله على بلادنا الأمن والأمان والإيمان والمزيد من الاستقرار والرخاء، وحفظ الله ولاة أمرنا لهذه البلاد الطيبة المباركة.
** **
- م. عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز الخريجي