اليوم الوطني، هو ذكرى لملحمة تتجدد على مر الزمان، وحدث فارق يحكي قصة كفاح خالدة شيدت دولة صوبت مفاهيم الإنسانية على مر تسعون عامًا، فلم يكن الملك المؤسس عبد العزيز -طيب الله ثراه- مجرد قائد حالم فقط بل كان ملكاً استثنائيًا يمتلك الرؤية والحكمة والقدرة، وهذه صفات انفرد بها فكانت نسيج وحده، طرزت اسمه في سجلات الخالدين الذين شكلوا علامة فارقة في تاريخ أمتهم.
أدرك الملك الموحِّد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أن صناعة التاريخ تستلزم رجالاً استثنائيين يقفون بأقدام راسخة على الواقع وهم يمدون البصر بعيداً صوب المستقبل، قادرين على صناعة مجد تليد صلب التكوين وكيان متماسك الأركان وُجد ليبقى، شيد على أسس متينة وقيم سامية، جوهرها عقيدة التوحيد الخالصة، فكان جامعاً لأرجاء الوطن تحت راية التوحيد، التي تعهدها من بعده أبناؤه البررة لتصبح المملكة دولة عصرية لها اعتبارها وثقلها السياسي والاقتصادي وتأثيرها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.
تأتي ذكرى اليوم الوطني هذا العام وقد تمكنت المملكة من ترسيخ وجودها كقوة فاعلة ورئيسة، تقود مجموعة العشرين وتقود منطقتها وأمتها إلى مستقبل أفضل، تحاول جاهدة أن تعيد عالم اليوم إلى منظومة القيم الإنسانية، تكافح الإرهاب، وتحارب التطرف، وتعزز من قيم التطور والازدهار، وتدفع عجلة التنمية والبناء. لقد قدمت المملكة إلى العالم نموذجاً فريداً للانطلاق نحو المستقبل تجسد في رؤية المملكة 2030 التي تعد قاطرة التطور والتقدم صوب المستقبل.
إن ما تحقق على أيادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أطال الله في عمرهما- من إنجازات هي شواهد يتم تصديرها إلى المستقبل، إلى الأجيال القادمة التي ستنعم بالرخاء بفضل عطاءات قادة نذروا أنفسهم لخدمة أبناء المملكة والحفاظ على مستقبل أجيالها.
لقد ركزت رؤية المملكة 2030 وبتوجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد على أهمية وحيوية الدور الذي يقوم به قطاع المقاولات، في دعم خيارات التنمية الاقتصادية، كما أسهمت في إعادة صياغة قطاع البناء والتشييد عبر استغلال أفضل الفرص الاستثمارية بالشكل الأمثل، وهو ما أسهم في تأسيس بيئة استثمارية جاذبة، حيث إن هذا القطاع يعد الحاضن الأكبر للمشاريع التنموية، وتقع على عاتقه مهمة النهوض بالبنية التحتية وهو الركيزة الأساسية للمشاريع الاقتصادية الضخمة.
إن ذكرى اليوم الوطني هذا العام، تأتي وبلادنا الغالية تمر بمرحلة جديدة من التطور والنمو وتحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات التي تعكس تطلعات قيادتنا الحكيمة - حفظها الله - لبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، لذلك يحق لنا كمواطنين أن نفخر بهذه الخطوات المباركة وتلك الإنجازات الشامخة التي حققها وطننا الغالي منذ توحيد المملكة، وأن نستلهم من هذه الذكرى العبر والدروس لتعزيز شعورنا بالاعتزاز والانتماء والولاء إلى وطننا الغالي وقيادتنا الحكيمة.
وأود أن أنتهز هذه الفرصة كي أشيد بدور الدولة في تمكين مشاركة قطاع الأعمال الوطني وتعميق الشراكات التجارية الإقليمية والدولية وتنويع مصادر الدخل وجذب استثمارات متنوعة قادرة على المساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 وتحفيز النمو الاقتصادي لتوفير مزيد من فرص العمل، ونقل وتوطين التقنيات المتقدمة بالمملكة في مختلف القطاعات والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي توفرها بلادنا في ضوء ما تتمتع به من ميزات عديدة، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص مع الحكومة في مشروعات البنية الأساسية في إطار برنامج الخصخصة (PPP) الذي يستحوذ فيه القطاع الخاص على النصيب الأكبر من التمويل في مشروعات البناء والتشييد ومن ثم تشغيل وتحويل المرفق للجهة الحكومية المتعاقد معها، وهو ما يمثل قوة دفع ودعم للاقتصاد الوطني..
في الختام لا يسعني وهذه الفرحة الوطنية الغامرة تلف أرجاء الوطن إلا أن أحمد الله على ما مَنَّ به على بلادنا من نعمة الأمن والأمان، وأن أتقدم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن مجموعة شركات البواني ومنسوبيها بالتهنئة الخالصة إلى القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وإلى شعبنا السعودي الكريم، داعياً الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
دام عزك يا وطن.
** **
المهندس فخر الشواف - الرئيس التنفيذي لمجموعة البواني القابضة