من أين أبدأ بالحديث وأنتهي؟
والحبُّ من زود الغلا قد ذابا
متغلغلٌ بين العروقِ كما الدمِ
يبني له بين الحشا مِحْرَابا
سجادةُ المحراب أمنٌ دائم
وعِماده مجدٌ غدا إطرابا
عزٌّ رقيٌّ وازْدِهَارُ بنَهْضَةٍ
يلقى بهِ من زاره الترحابا
بالفعلِ ذاك وذاك إلا موطني
وطنٌ يفوق النِّدَّ والأترابا
روحي على وطني مؤكد حُبها
إن شئت شعراً أَوجِزِ الإسهابا
فالشعر مهما قيل لا يكفي له
قدرًا ولا يوفي له الإِطْنابا
هو قِبلة الإسلام مهبط وحيهِ
وطنٌ يُجَمِّعُ في الدُّنَى الأحبابا
رايتهُ تعلو للعلا خفاقةً
وبكلمةِ الدينِ السويّ مُهابا
وبمكةَ الغراء يصدعُ أمرها
للعالمين وتجذبُ الألبابا
وبطيبةٍ حيث النبي محمد
ساد البرية منهجًا وخِطابا
بُسْتَان روضٍ موطني قد خِلته
والعيشُ ثمْرٌ يحْلُوَ الأطيابا
شعبٌ تنعم راغدًا بربوعهِ
عِلمًا وجُهداً يبذِلُ الأسبابا
يصفو زُلالاً طيبًا لمُحبِّه
وعدوهُ يُكْشِرْ له الأنيابا
ويقودهُ ملِكٌ عظيمٌ حازمٌ
سلمانُ يسمو يعتلي الألقابا
وولي عهد للأمانة حافِظٌ
رؤياه تبني تُصلِحُ الإعطابا
كسب المكارم كلها بخصالهِ
بالعزمِ سيف يقصي الإرهابا
وطنٌ عزيزٌ ذاك منجم حُبِّه
أفلا يكون هو الأعزُّ نِصَابا؟
في يومهِ الوطني نظْم قصيدتي
فجميعهُ قد هامني إعجابا
تسعون عامًا قد مضت وضاءةً
لبِست بلادي أَبْدَع الأثوابا
يبقى على مرِّ الزمان منارةً
ويطيبُ أمنًا سائغًا وشرابا
يزهو ويبقى شامخًا متصدرًا
سبق الزمانَ ويهزمُ الأكْرابا
وختامها كل القصائدِ تعتذر
فمقام وطني هيبةً وجَنابا
** **
- طالع دخيل الله الغانمي