اثنانِ في جسدٍ حَلَّا وما افتَرقَا
قِيادةٌ صَدقتْ.. شَعْبٌ بها وَثِقَا
تَآزرَا في سبِيلِ الحقِّ فانتصَبتْ
خفَّاقةً رايةُ التوحيدِ.. وانْطلقَا
على الهُدَى سارَ ركبُ الخيرِ يُرشدُهُ
نورٌ مِنَ اللهِ أَضحى ثَمَّ منطلَقَا
توحَّدتْ كُلُّ أرجاءِ البلادِ فما
تَلقى بها موضعًا قد حادَ أو مَرقا
تسعونَ ولَّتْ.. رخاءً وافرًا.. نِعَمًا
أمنًا.. سلامًا لشَعبٍ للعُلا سَمَقا
تلكَ السعوديةُ العُظمى وقد وقفتْ
على بحارِ اللظى طوقًا لمَن غَرِقَا
في مكةٍ ثَمَّ إجلالٌ تحيطُ بهِ
عنايةُ القائدِ الباني وقد صَدَقَا
وفي رُبا طيبةٍ للفضلِ منزلةٌ
تَحوطُها وتسرُّ الروحَ والحدقَا
هُنا.. هناك على الآكامِ في اُفُقٍ
في البرِّ في البحْرِ تلقى ثَمَّ مغتبَقا
هاتوا لنا مِثْلَ هذي الأرضِ إنَّ لها
سحرًا حلالاً به المفتونُ كم نطقَا!
ما ضَرَّها نابحٌ ما دام فتيتُها
يدًا على كلِّ فتَّانٍ ومَن نَعَقا
يا أيها الناسُ هاتُوا في الدُّنى وطنًا
كموطني ظلَّ منهُ النورُ منبثِقا
هاتُوا لنا وطنًا ما حادَ قائدُهُ
عن شعبِهِ.. وسقاهُ حبَّهُ غدقَا
ما ثَمَّ مِن وطنٍ يَسمُو بهامتِهِ
كموطني مُذْ أفاقَ الصبحُ وانفلقا
نحن أولُو نَعمةٍ فلْنرعَ نَعْمَتَنا
ولا نكن مِعولاً نُدني بهِ النفقَا
وما تفيدُ دموعٌ حينَ نسكبُها
غدًا.. إذا ما أطعنا الحاقِدَ النزِقَا؟
مَن كان لا يرتضي عيشَ الرخاءِ ولا
هذا الأمانَ ونفحَ الأرضِ والعبقَا
فليمضِ حيثُ يُواري الدهرُ سوءتَهُ
لأنهُ لترابِ الأرضِ ما عَشِقا
** **
- محسن علي السُّهيمي