خالد الربيعان
الأسبوع الماضي تكلمت عن الاتحاد الآسيوي.. في زاوية التسويق الرياضي للبطولة، ونجاحه في عمل عقود بث دوري الأبطال الآسيوي لأكثر من 7 دول.. منها سويسرا وألمانيا.. هذا الأسبوع خالد «العاقل» ذهب.. ولنهاجم الاتحاد الآسيوي! الذي مستقبلاً لن يجد بطولة ليسوقها.. إذا ذهب لاعبوها ونجومها «2 مليار 855 مليون ريال» قيمة لاعبين.. في الوباء الذي حل علينا كالكابوس منذ أكثر من 9 أشهر !
أصيب 4 لاعبين بالكورونا، ثم أصبح العدد 7، ثم أصبح العدد 10، ثم فقد الهلال أمام الفريق الإيراني «المباراة الأخيرة قبل أيام» 15 لاعبا من قائمته.. كل هذا والمتفرجون كُثَّر: أهمهم وأبرزهم الاتحاد الآسيوي نفسه، الذي تباطأ حد السلحفاة.. منذ أخبار الإصابات الأولى في المباراة التي قبلها، وكأن الأخبار تأتي هناك وتقف.. أو أن هناك «من يراها ويتجاهلها»..
عند سكون «من لهم التخصص في الأمر» ينطق من هم دون التخصص!.. شاهدنا الفتاوى والاقتراحات والتوصيات! من جميع الأطياف.. وكل توصية وفتوى واقتراح وراءه دافع ما: وقرأنا أشياء عجيبة: «انسحب يا هلال».. ننسحب؟.. سنخسر!.. المفترض أنها تتأجل.. آها.. رؤية النادي الإيراني على منصة التتويج: أهون وأفضل من أن تروا الهلال «ابن البلد».. لمجرد أنها ستصبح المرة الثانية على التوالي إن حدث.. شيء عجيب..
والأعجب أنها في ظروف مرضية.. صعبة؛ بمعنى.. أن أي «مجهول» أصيب بالكورونا يستحق التعاطف! والقتال من أجله والدفاع عن حقوقه.. لا الشماتة والتعصب والابتسامات الصفراء التي تخفي وراءها حقداً لا مبرر له.. سوى أن هناك بعض العقول للأسف لا تزال تعيش في العصر الرياضي الجوراسي «الديناصوري».. حيث إن الكئوس مسألة حياة أو موت.. ولو أدى ذلك للموت.. فعلاً!
اللافت هو ما حدث في اللقاء الأخير.. الكل أصبح فجأة «غير موجود»! الاتحاد الآسيوي.. الاتحاد السعودي.. اللاعبون المعتمد عليهم.. أهمهم الفرنسي بافيتمبي جوميز، الإيطالي جيوفنكو، حتى.. «الجماهير»! غير موجودة.. لم يتبقَ للهلال.. سوى الهلال.. شخصيته.. فقط.. البطولة.. الفخامة.. الكبرياء!
كان المشهد في نظري أسطورياً.. نزل الهلال بقميصه الأزرق.. وشعاره.. فقط.. اللاعبون البدلاء والاحتياطيون الذين لهم كل الإشادة على معنوياتهم وتشبثهم بروح الهلال العريق.. دكة بدلاء لأول مرة في تاريخ الهلال بها.. 3 لاعبين فقط.. منهم حارس مرمى!
النتيجة كانت التأهل للدور الثاني.. لا تسألني كيف.. «لا تكلمني».. إنه الهلال يا سادة.. البطل من رَحِم البطولة.
ماذا بعد: سؤال مهم.. و»مُلِح»...رفض الاتحاد الآسيوي طلب التأجيل عليه علامات استفهام.. ولا مبرر لذلك.. تعال -عزيزي- لدوري أبطال أوروبا.. تأجلت «بالكامل» بسبب كورونا!.. قرار طبيعي.. كانت آخر مباراة قبل التأجيل بين باريس ودورتموند في مارس، واستؤنفت البطولة في أغسطس..
أعتقد أن الناس في أوروبا عقلاء.. والقرار كان اضطرارياً.. إنسانياً.. لا بديل له.. بدون إصابات.. أكررها كانت الأمور جيدة لكنها الوقاية.. لا أن يكون هناك نادياً به أكثر من 10 إصابات تهدد حياتهم إلى جانب حياة كل من يحتك بهم في دائرة التعامل المباشر وغير المباشر.. ثم تقول لا تأجيل.. «إذا عجبك»!
ماذا بعد..
لا أعرف ما الإجراء الذي يمكن اتباعه فيما حدث.. لمعرفة سبب هذا التعسف.. ولتفادي مثله مستقبلاً.. بعد أن اتضح أن هناك «شبه تصميم» -لن نقول تآمراً- على عدم رؤية اللون الأزرق السعودي على منصة التتويج الآسيوية مرة ثانية متتالية.. النجاح يؤلم الكثيرين.. لكن هل يسكت البطل «ويتفرج»! لا أعتقد أن هذا صجيج.. الكرة «دبلوماسياً « في ملعب الهلال.. بعد أن سادت شخصيته أمام الجميع في الملعب، نتمنى في المستقبل القريب نجاحاً مماثلاً.. خارجه.. وأن يساعده في ذلك الاتحاد السعودي.. والإعلام الشريف «غير المتحيز/ المتعصب».