أسماء حسين العتيبي
النية..(1)
إرغام النفس على ترك ما اعتادت عليه سلباً من مفاهيم وسلوكيات يومية يوسع دائرة الاستيعاب الشامل لكل المجريات من حولنا ويوضح لنا المسببات التي قد يكون لها اليد الطولى في تدني مستوى القدرات الذاتية التي يتسم بها الحال القائم، مع بيان أسباب العجز وإيجاد الحلول.
هي خطوة أساسية في طمأنة النفس بإصلاح شؤونها وكأن في الأمر عملية إنعاش واستفاقة ليتأكد ذلك بصدق وجودها في الواقع بشكل ملموس محقق.
حينما تود في فعل شيء أو الرغبة في التملك عليك التأكد من صدق النية والجد في تحقيق ما تسعى إليه، فهي حيلتك الوحيدة والوسيلة في إبراز الحلم، مع تواجد الفرص بوفرة يسهل فيما بعد حصولك على الغاية.
يعتمد صدق النية على قوة التغيير والرفض الداخلي الذي يشغل الفكر عادة بزيادة التركيز والاجتهاد في العمل بلا انقطاع إلى أن تتجلى النوايا بصورة أقوى لتكون محطة استقطاب وتملك يمتاز صاحبها بالخلفية الكبيرة في كيفية التعامل مع خبايا الحياة ومعوقاتها بأسلوب ذكي وإدارة قيادية تستقيم الحياة من خلالها فيصعب انحرافها عن مساره الصحيح.
النجم الشهير اورنولد شوارزنجر هذا النجم العالمي يعطي تجربة في تحقيق الهدف وبلوغ الأحلام جذبتني بشدة أرغب أن يقرأ عنها الجميع.
إن بداياته الحقيقية في نيل الشهرة نشأت فور تخليه عن رياضة كمال الأجسام والرغبة في التمثيل واعتلى عرش النجومية، مبتدئاً الرحلة بسهام الشكوك من حوله والتقليل من قدراته في إتقان التمثيل إذ إنه لا يمتلك من مقومات النجاح في هذا المجال أي وسيلة حتى في اللغة فهو نمساوي الأصل ركيك في اللغة الإنجليزية، فلم ينجو من أسئلة الصحافة المستفزة حول خطوات الفعلية التي يود القيام بها وهو في هذا الحال الصعب غير المجدي، ليرد بكل هدوء وثقة «أريد أن أكون الرقم الأول في هوليوود وسوف أتبع الخطة التي اعتمدتها في رياضة كمال الأجسام».
النية.. (2)
واستطرد حديثه قائلاً: «إنني أستعين بالخيال وأضع نفسي بداخله على النحو الذي أريده وكأنه الأمر حقيقي لا مجال للشك فيه».
أعتقد أن هذا أسلوب ذكي وسهل الممارسة إن وددنا القيام به، تتحد فيه مقومات النجاح وبعد النظر بسيناريوهات متعددة يشرف صاحب الرؤية على كتابة نصه وإخراجه كما بدت في خياله تماماً.
(من الصعب جداً أن تهاجم عندما تكون مرتبكاً) نصيحة قالها أحد مدربي كرة القدم عند فوز فريقه ببطولة كأس العالم حينما سأله أحد المذيعين ما السر وراء فوز فريقك؟..
انهك يومك بتصحيح أخطائك وتنمية قدراتك وقارن حاضر النفس بالماضي في كل خطوة تخطوها إلى الأمام وأنت في حالة التقييم والتجربة إلى أن تبلغ نقطة الوصول مجدداً العهد مع نفسك في بذل المزيد والتمسك بالصدارة.
امضي قدماً وارضى بما تسعه نفسك وتتقن القيام به واعزم على تطوير نفسك وتمكينها من اكتساب المزيد من التجارب والخبرات فلن تبزغ شمس النجاح بسهولة ما لم تقنع نفسك بظلمة الطريق أولاً وكثرة تخبطاته محذراً الفكر من المقارنة عندما تفشل في أول الأمر.
يروي الأديب الفرنسي (جون دولا فوتين) عن أن ضفدعة شاهدت ثوراً فأعجبها حجمه فلما نظرت لنفسها وقارنت هيئتها بالثور لم تكن تتجاوز بيضة الدجاجة فاشتاطت غضباً وبدأت تنتفخ كي تتساوى مع حجم الثور! فصاحت لصديقتها قائلة أنظري إلي هل هذا يكفي أم أزيد؟ فردت عليها صاحبتها: لا لا تزالين أصغر بكثير فازدادت الضفدعة غضباً وانتفاخاً حتى انفجرت!! السؤال الأعمق الذي يتبادر إلى ذهني بعد هذه القصة ما هي ردة فعل الثور؟