لم تعد الجامعات في العالم بمعزل أو بمنأى عن وضع أي دولة ومكانتها؛ كما لم تعد الجامعات لتأخذ طريقاً متمكنة في جودة المخرجات ومهنية التعليم وهي لها فوق أسوار بنائها أسوار من العزلة والانكفاء.. كلا، لقد أضحت المسألة بعد رؤية المملكة 2030 أكثر حضوراً؛ وأعمق شفافية؛ وأدق معيارا.. وكلنا اطلع بين مقل ومكثر على التصنيف العالمي للجامعات ومعاييره التي لا تكاد تعترف بغير العلم والمهنية والمهارات في المعايير.
وحين ترى دولة ما -أي دولة- ترتيب جامعاتها في ذيل القائمة، فإن ذلك جرس إنذار لعقود مقبلة موجعة من التخلف وضعف التنمية، وبالتالي عليها أن تشد الأحزمة، وعلى كوادرها أن يأخذوا هذا الوضع بعين المسؤولية وتقدير الموقف، وضرورة التحول لما هو أفضل وأدق قراءة للمستقبل، وهذا ما ترمي إليه رؤية المملكة العربية السعودية وتراهن عليه -بتوفيق الله تعالى-.
ونحن في جامعة المستقبل نسعى إلى تحقيق هذه الرؤية وفق منهجية إدارة المشاريع الاحترافية (PMP).. وكفاءات تعليمية وإدارية.. وتهيئة بيئة مناسبة.. وعقد شراكات مع كبرى المؤسسات التعليمية والأكاديمية، مع سعينا الحثيث لافتتاح فروع للجامعة خارج المنطقة، المتزامن مع موافقة مجلس أمناء الجامعة على افتتاح كلية الحقوق وكلية العلوم الصحية، وذلك بعدما تم الانتهاء من الخطة الاستراتيجية للجامعة والشروع في الخطة التنفيذية، مستمدين ذلك من الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة، وعطائها المستمر لهذا القطاع.
وجامعة المستقبل لم تكن بمنأى أو معزل عما يمر به العالم أجمع من هذه الجائحة (كوفيد19) من توقف أنشطة، وتعطل مصالح، ولكنها -بحمد الله- حولت هذه الجائحة إلى منحة وعطاء، حيث وظفت التقنية الحديثة في استمرار التعليم عن بعد، كما طورت مهارات منسوبيها لرفع كفاءتهم المهارية عبر منصات التدريب المعتمدة، بما يتواءم ويتوافق ومتطلبات الحاضر ورؤية المستقبل.
وفي خضم أفراح هذا اليوم، لا ننسى من هم لنا -بعد الله- حافظون.. وعلى حدودنا مرابطون.. فلهم منا دعوات تخترم حجب السماء تلتمس لهم من الله عوناً وتأييداً ونصراً مؤزراً.. ولمن تقدم رحمة وغفرانا ورضا.
دام وطننا عزيزاً شامخاً.. ودام شعبنا مخلصاً وفياً..
ودام القرآن لنا منهجاً.. والسنة دستوراً..
ودمنا في عيش رغيد.. ووطن سعيد.. وحكم رشيد.
** **
فهد بن عبدالعزيز السعيد - عضو مؤسس بجامعة المستقبل